تابع العالم باسره مطلع الاسبوع الماضي اجتماع الكونغرس الامريكي ومباحثاته بشأن قرار الموافقة برفع سقف الدين الامريكي وبعد مباحثات وتعديل وتصويت لاكثر من مرة تمت الموافقة وفي اللحظات الاخيرة بالموافقة على رفع سقف الدين الامريكي بقيمة 2،4 ترليون دولار امريكي لكي تمكن الولاياتالمتحدة وهي اكبر اقتصاد في العالم في هذه الفترة ومنذ عقود بالوفاء بالتزاماتها الحالية تجاه دائنيها ، وبالأخص اكبر دائنيها جمهورية الصين . ولا شك ان جميع المتابعين لهذا الموضوع الهام وانا احد هؤلاء كان يساورنا الشك في مدى عدم موافقة الكونغرس على رفع سقف الدين وإعلان افلاس الخزينة الامريكية وإدخال العالم في نفق مظلم وتبعيات ذلك والتي ستكون مفعمة بافلاس دول عديدة وانهيار اقتصاديات دول اخرى وضياع ثروات دول وافراد ستعم العالم اجمع ، لذا كان المتوقع هو موافقة الكونغرس لتجنيب العالم حجم الكوارث الاقتصادية التي ذكرناها وبالتالي كان الاطمئنان الى حد كبير هو السائد على مستوى جميع المهتمين رغم الغلق الملحوظ بهذا الشأن وهو قلق ايجابي وشرعي في ظل حالة اللا تأكيد . ومما لا شك فيه ان بهذا القرار تجنب العالم أزمة اقتصادية حادة كانت قريبة الحدوث ولكن بكل تأكيد ان أزمة الديون الامريكية لم تنته ولكن تأجل حدوث الأزمة الى اجل آخر سيحدده اداء الاقتصاد الامريكي في الفترة القادمة واذا اخذنا بالاعتبار اداء الاقتصاد الامريكي للنصف الاول من هذا العام ومستوى النمو المتباطئ الذي لم يتجاوز نسبة نصف في المائة بعد تخفيض نسبة النمو استنادا الى آخر تقارير، ومع ذلك تم رفع سقف الدين دون ان يكون هناك برنامج واضح لكيفية التعامل مع الأزمة الامريكية عند حدوثها في المستقبل. ولا شك ان جميع المتابعين لهذا الموضوع الهام وانا احد هؤلاء كان يساورنا الشك في مدى عدم موافقة الكونغرس على رفع سقف الدين وإعلان افلاس الخزينة الامريكية وإدخال العالم في نفق مظلم وفي كل هذه الظروف تظل هناك ظروف غامضة تحيط بديون الولاياتالمتحدةالامريكية حيث ليست هذه المرة الاولى، حيث واجهت امريكا ازمات سابقة وتخرج منها منتصرة وغالبا يكون ذلك بخسارة الدائنين ، ولكن ماذا لو فعلا اعلنت الولاياتالمتحدة عجزها عن سداد ديونها وافلاس خزينتها ، هل تخيلنا سيناريو آخر ممكن الحدوث لو تم اعلان الإفلاس ، اعتقد ان العالم يشهد متغيرات اقتصادية متسارعة ، قد يكون بإمكاننا توقع بعضها وإدارة جزء منها ويكون جزء آخر نجهله وقد يتسبب لنا ذلك بمتاعب او انزلاقات اقتصادية قد ينحرف بنا من التركيز على برامج ومشاريع التنمية الى الانسياق في نفق الأزمة . [email protected]