تجددت مخاوف المراقبين والمحللين الاقتصاديين من الأزمة الأمريكية والمتعلقة بديون العملة الخضراء ومدى التبعات التي يمكن أن تلقي بظلالها على الأسواق الخليجية ، حيث أكدوا أن السوق الخليجي جزء من الاقتصاد العالمي ولابد أن يتأثر بما يتأثر به الآخرون في الأسواق العالمية . وتكمن هذه المخاوف جراء الاحتياطات التي تم استثمارها في السندات الأمريكية ، وتوضح المؤشرات الصادرة عن معهد الصناديق السيادية الحجم العالمي للصناديق السيادية والتي بلغت 3652 تريليون دولار تمثل استثمارات 36 دولة ويتجاوز حجم الصناديق السيادية الخليجية منها 1402 تريليون دولار وهو يشكل ما نسبته 38.4% من الحجم الإجمالي العالمي للصناديق السيادية . وأكد المستشار الاقتصادي محمد المسلم ، أن الأسواق الخليجية جزء لا يتجزأ من الأسواق العالمية تتأثر بأي متغيرات مالية خارجية ، وكذلك الاقتصادات الخليجية بالإضافة الى ان دول الخليج العربي دول نفطية بحتة ، أي أن إيراداتها النفطية وهي الدخل الرئيسي لهذه الدول تتأثر أيضا بما يحدث في العالم وسعر صرف الدولار وبالتالي قوته الشرائية ، ولا شك ان أزمة ديون الولاياتالمتحدةالامريكية والتي لها ثقل في الاقتصاد العالمي سيكون تأثيره كبير جداً على دول الخليج العربي في حالة عدم تمكن الولاياتالمتحدةالأمريكية وعجزها عن سداد ديونها ( إفلاسها) وخاصة الدول التي تستثمر احتياطاتها في السندات الأمريكية وغيرها من الأصول ، لكن يجب ألا ننسى ان الحكومة الأمريكية ليس في صالحها إعلان إفلاسها ولذلك اتخذت الإجراءات المناسبة لرفع سقف الدين وتم هذا بالفعل ، ولا ننسى ان الأمر يتعلق بجوانب سياسية واقتصادية دولية أيضاً سوف يكون لها تأثير على مستويات التضخم على الدول المصدرة حيث ستنخفض قيمة الدولار الشرائية وسيزيد الإقبال على شراء الذهب وهو الملاذ الآمن حتى الآن للدول ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تمتلك مخزونات ضخمة منه ولو باعت الولاياتالمتحدة جزءا من هذا المخزون فقد تضرب المستثمرين بهذا المعدن النفيس. عبداللطيف النمر ويضيف المسلم قائلا كذلك لا ننسى الوضع المالي لكثير من الدول الأوروبية (دول الاتحاد الأوروبي) التي تعاني اقتصاداتها من أزمات مالية وبعضها لا يقل سوءا عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، بمعنى ان إفلاس أمريكا سيترتب عليه مضاعفات مالية خطيرة على المستوى العالمي ككل . من جانب آخر يشير نائب رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة الشرقية عبداللطيف النمر إلى أن المعادن النفيسة في الوقت الراهن أصبحت من الحلول يبحث عنها ، خصوصا وأن العالم بشكل عام يواجه عدة أزمات اقتصادية وسياسية كأزمة الديون الأوروبية والصراعات الإقليمية في البلاد العربية وأخيرا خطر الإفلاس بالولاياتالمتحدةالأمريكية ، وأضاف أن الذهب من المعادن التي تعد خفيفة الوزن وباهظة الثمن حيث أن الكيلوجرام يبلغ في الفترة الأخيرة مائتي ألف ريال . وقال النمر ان هنالك مخاوف من العملات والمشاكل الخليجية الأخيرة مما أسهم في حدوث ارتفاعات في ثمنه خلال الأشهر القليلة الماضية وصلت 10% .