يعتقد الفلسطينيون أن التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة في الآونة الأخيرة محاولة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتصدير أزمته التي يواجهها مع عشرات الآلاف من المتظاهرين الإسرائيليين ضد سياسات حكومته الاجتماعية الى غزة. حيث شن الطيران الحربي فجر الخميس ثلاث غارات على مواقع تدريب عسكرية ونفق على الحدود الفلسطينية المصرية بحجة اطلاق المقاومة الفلسطينية ثلاثة صواريخ «غراد» سقطت في الأراضي المحتلة عام 1948 مساء الاثنين. يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قد سحب في الآونة الأخيرة منظومة القبة الحديدية من منطقة عسقلان بعد تجربة فعلية، ولا ينوي إعادتها إلى منطقة غلاف غزة إلا في حالة تصعيد دراماتيكي. وقصف الطيران الحربي موقع «بدر» الواقع شمال مدينة غزة، والتابع للذراع العسكرية لحركة حماس بصاروخين، كما قصفت موقع «رعد» الواقع في حي التفاح شرق غزة بصاروخين آخرين، فيما قصفت نفقاً عند بوابة صلاح الدين الحدودية جنوبغزة. وأدى القصف الى تدمير واسع في الموقعين، وإلحاق أضرار مادية جسيمة في عدة منازل قريبة من الموقعين، دون أن يوقع القصف إصابات في صفوف الفلسطينيين وفق وزارة الصحة بغزة. ويعتقد المحلل السياسي مؤمن بسيسو أن التصعيد الاسرائيلي في غزة مرتبط، بالأزمة الاجتماعية المتصاعدة في (إسرائيل) ويضيف: (إسرائيل) لم تجد أفضل من الوضع الفلسطيني كي تلقي عليه ثقلها وأعباءها، وظروفها ومشاكلها الداخلية». ويتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين منذ أكثر من أسبوع في ساحات المدن الكبرى ضد سياسات نتنياهو الاقتصادية الاجتماعية التي تمسّ بالطبقة المتوسطة. ويحتج الإسرائيليون بالأساس على ارتفاع أسعار الشقق السكنية وغلاء المعيشة. يعتقد محللون أن الاحتجاجات الإسرائيلية الداخلية ستدفع حكومة الاحتلال الى التصعيد السياسي والعسكري مع الفلسطينيين للهروب من الزاوية التي وضعتها فيها تلك الاحتجاجات. ويقول بسيسو: «إن نتنياهو صاحب رؤية تصدير الأزمات الداخلية الى الخارج»، وأعتقد أن الفلسطينيين يشكلون دومًا الحلقة الأضعف في سياق أي معركة سياسية؛ لذلك قد يلجأ نتنياهو إلى حرف الأنظار والبوصلة من خلال افتعال مشكلة مع الفلسطينيين سواء عبر تصعيد سياسي أو ميداني. ويربط التصعيد العسكري الأخير في غزة بالتحرُّكات الاحتجاجية الداخلية، ويحذر «من تكثيف نتنياهو العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لإلهاء شعبه بالعدو الخارجي على حساب قضاياه الداخلية». ويعتقد خبير الشؤون الإسرائيلية وديع أبو نصار أن الاحتجاجات الإسرائيلية الداخلية ستدفع الحكومة الإسرائيلية الى رفع سقف التصعيد السياسي والعسكري مع الفلسطينيين للهروب من الزاوية التي وضعتها فيها تلك الاحتجاجات. ويقول إن نتنياهو وحكومته يتذرعون بالصواريخ (الفلسطينية) لتنفيذ عمليات عسكرية محدّدة في قطاع غزة وتوسيع رقعة الاستيطان في الضفة والتهويد في القدس، بغية تنفيس الاحتقان الداخلي ضد نتنياهو. ويعتقد بسيسو أن التصعيد العسكري في غزة والاستيطاني والتهويدي في الضفة والقدس تهدف منه الحكومة الإسرائيلية الى خلط الأوراق في الساحة الفلسطينية أيضاً «لإجهاض تحرّك السلطة الفلسطينية الى الأممالمتحدة في شهر أيلول/ سبتمبر لنيل استحقاق الدولة». ويدعو المحللان الفلسطينيان الى الحذر الشديد مما يرسمه نتنياهو وأركان حكمه ضد تطلعات الفلسطينيين «هناك محاولات إسرائيلية متعددة لإجهاض تحرّك الفلسطينيين» من بينها محاولات عسكرية ودبلوماسية وضغوط اقتصادية لإحباط تحرّك الفلسطينيين.