القدس المحتلة، غزة، عسقلان - أ ف ب، رويترز - تدهور الوضع الأمني أمس بين اسرائيل وقطاع غزة، وتبادل الطرفان قذائف المدفعية والصواريخ، ما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى فلسطينيين على الاقل وجرحى من الجانبين. وأعلنت تل أبيب نجاح نظام «القبة الحديد» المضاد للصواريخ القصيرة المدى، والذي شغلته للمرة الاولى، في اعتراض صاروخ اطلق من القطاع على مدينة عسقلان. وأعلنت حركة «حماس» ان الغارة الجوية التي أصابت سيارة في بورتسودان الثلثاء كانت تستهدف القيادي في الذراع العسكري للحركة عبد اللطيف الأشقر، الأمر الذي نفته الحكومة السودانية، مؤكدة ان الأشقر غير موجود على أراضيها. وجاءت الهجمات الدامية امس في أعقاب هدوء نسبي عبر الحدود بين غزة واسرائيل، بعد تصاعد مفاجىء في العنف الشهر الماضي اسفر عن مقتل 16 فلسطينياً على الاقل. ويأتي هذا التصعيد بعد اطلاق صاروخ من القطاع اصاب حافلة تقل طلابا، في جنوب اسرائيل، ما ادى الى سقوط جريحين. وردت اسرائيل بشن غارات جوية وقصف مدفعي استهدف مواقع في القطاع اسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين، اثنان في رفح وثالث في غزة، وجرح العشرات. وأعلن الجيش الاسرائيلي ان 45 صاروخاً وقذيفة هاون اطلقت من غزة على اسرائيل خلال ثلاث ساعات في اعنف قصف خلال اسبوعين، فيما اعلنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس» اطلاقها صاروخين على اسرائيل مساء. ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر اسرائيلية اخرى نتيجة لذلك، فيما اطلقت مروحية اسرائيلية نيران المدافع الرشاشة على هدف في غزة للمرة الاولى منذ الحرب التي شنتها على القطاع شتاء 2008، كما اطلقت صاروخاً على هدف في وسط القطاع. وللمرة الأولى منذ نشر نظام «القبة الحديد» المضاد للصواريخ قصيرة المدى على حدود غزة نجح هذا النظام أمس في اعتراض صاروخ اطلق من القطاع على مدينة عسقلان. ودعا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الجيش الى «التحرك بسرعة» بكافة الوسائل الضرورية للرد، معتبراً ان «حماس مسؤولة عن كل الاحداث القادمة من غزة». الا انه بدا ان «حماس» لا ترغب بالتصعيد، وسعت الى اعطاء إشارات الى نيتها احتواء هذا التدهور الأمني، إذ أعلن الناطق باسم حكومتها في غزة طاهر النونو انها ستلجأ للضغط على اسرائيل عبر «الطرق السياسية» لوقف التصعيد الاسرائيلي. الى ذلك، حض الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز اعضاء مجلس الامن على فرض وقف الهجمات ضد اسرائيل. واعلن بيريز في المعهد الدولي للسلام، وهو مركز ابحاث نيويوركي، اثناء لقاء مع سفراء في مجلس الامن «اذا اردتم السلام في غزة فان الطريقة العادلة والمستقيمة لبلوغ ذلك تكمن في القول لسكان غزة بوضع حد لاطلاق الصواريخ... لا يمكننا ان نتابع العيش على هذا المنوال... ان اطلاق الصواريخ من غزة والضفة الغربية يجب ان يتوقف».