في قلب حي الندى بالدمام استوطنت في منتصفه محطة ديزل تنشر سمومها يوميا بين الأهالي ، وأجبرت بعض أهالي الحي على الهجرة ، في الوقت الذي وعدت فيه الأمانة الأهالي بإزاحة المحطة إلا أن الوعد تبخر ، كما تشكل الشاحنات الكبيرة خطرا داهما على أطفال الحي كما تعيق حركة السير في ممراته بالإضافة إلى موجة الغبار الذي تثيره الشاحنات أثناء دخول المحطة وتجمع العمالة السائبة دون رقيب أو حسيب . نايف الزهراني قال إن المحطة لا تتواجد بها أي قواعد للسلامة كما أنها تفتقد للرقابة ، بالإضافة إلى كثرة العمالة الموجودة ، وهذا يشكل خوفا على الأهالي وخصوصا عند مغادرة المواطنين لأعمالهم ، وهذا ما اضطر أحد المواطنين إلى بيع منزله والانتقال من الحي لعدم تحمله هذا الوضع رغم تقدمه هو وبعض المواطنين بشكاوى للجهات الرسمية ، علما بأنه قد وجهت البلدية إنذارا لكل المؤسسات المخالفة بإزالة المحطات والشاحنات العشوائية في الحي ، وكان اخرها قبل سنة ونصف والمهلة التي تم منحها هي 6شهور على أن يتم الإخلاء خلالها، وقد استجابت بعضها ومازالت البقية إلى الآن. عائض القرني قال اسكن الحي منذ 3 سنوات وكل فترة نسمع أنهم سيقومون بإزالة المحطة ومخلفاتها ومواقف الشاحنات ولكن لاحياة لمن تنادي ، ويضيف القرني بقوله .. أشعر أنني أسكن في الميناء فالشاحنات والعمالة منتشرة بالحي بصورة غير طبيعية، أضف إلى ذلك انه في اغلب الأحيان تقوم العمالة بغسل الشاحنات وينتشر الماء والديزل بعد الغسيل إلى أبواب منازلنا بصورة كبيرة ، وخصوصا الديزل لأن رائحته كريهة وأضراره كبيرة وخطيرة جدا ،وأضاف قائلا: تستخدم العمالة شوارع الحي كمكان لتعليم نظرائهم من العمالة قيادة الشاحنات، وقد كدت افقد احد أبنائي أثناء لعبه الكرة أمام المنزل بسبب تهور قائدي الشاحنات ولكن الله سلم ولم يحدث شيء، وقد قررت انه بنهاية العام سأنتقل من بيتي إلى مكان اخر لان الوضع الذي نعانيه لا يحتمل. أشعر أنني أسكن في الميناء فالشاحنات والعمالة منتشرة بالحي بصورة غير طبيعية، أضف إلى ذلك انه في اغلب الأحيان تقوم العمالة بغسل الشاحنات وينتشر الماء والديزل بعد الغسيل إلى أبواب منازلنا بصورة كبيرة. عبدالله الحربي أوضح معاناته من كثرة العمالة المنتشرة بالحي وخصوصا أن اغلب ساكني الحي من العائلات ، فلم نصبح نأمن على أهالينا عندما نذهب إلى أعمالنا وكذلك المساكن العشوائية التي يقيمون بها لا أبالغ إن قلت ان المنزل الواحد يسكنه أكثر من 100 شخص ولدينا تخوف من حدوث أي مشاكل قد لا تحمد عقباها وأضاف قائلا : نتعرض لإغلاق الطرق عن طريق الشاحنات مما يعيق حركة السير وهذا يسبب لنا التأخر عن أعمالنا ، وما تسببه الشاحنات من غبار قد غطى منازلنا وسياراتنا وحتى سطوح المنازل لم تسلم ، كما أن وضع صهاريج الوقود التي يستعينون بها موضوعة بشكل خاطئ ومخيف، ما قد ينذر بكارثة متوقعة ، وكنا قد تقدمنا بشكوى سابقة ولكن لا جدوى. احمد العنزي يقول لقد تقدمنا بشكوى نوضح فيها تضررنا من الوضع الحالي من حركة الشاحنات وكثرة العمالة من جميع الجنسيات وأضاف العنزي نعاني من وجود العمالة المنتشرة في شوارع الحي حتى ساعات متأخرة من الليل.
الشاحنات تغزو شوارع الحي احتمال تسرب الديزل لبئر المياه وأوضح فرحان العنزي أخصائي وباحث بيئي أن محطة الديزل الموجودة في الحي تعتبر قنبلة موقوتة تهدد البيئة والصحة العامة لما تحتويه من مخاطر. وتتلخص في أن أرضية المحطة غير مرصوفة أو مسفلتة مما يثير الغبار والأتربة الملوثة مما يسبب أضرارا للجهاز التنفسي سواء للعاملين أو السكان المجاورين على حد سواء ، بالاضافة إلى الرائحة الكريهة التي تحول الحي إلى مكان يصعب التعايش فيه، كما لوحظ أن المحطة تفتقد لشروط السلامة الأساسية وربما تؤدي شرارة أو خلل ما في المحطة إلى انفجارها كما أن احتمالية تسرب الديزل من الخزانات الكبيرة إلى بئر مياه الشرب القريب منها قائمة وهذا ما قد يؤدي الى كارثة تلوث تهدد أهم مصدر للحياة. ويشير العنزي الى أن مالك المحطة استغل الأرض المجاورة لتخزين الحاويات والخردة بشكل فوضوي وهو ما يمنح بيئة مناسبة للقوارض والتي يرتكز دورها الرئيسي على نقل الأمراض، كما أنها تفتقر إلى تطبيق المعايير المختصة بطريقة التخلص من المياه المستخدمة لغسيل الشاحنات مما يزيد من تكون المستنقعات والتي أصبحت مرتعا لحشرات تنقل الاوبئة للسكان وتهدد صحتهم. كما أضاف العنزي قائلا: انه يوجد بالمحطة عدد كبير من الشاحنات بطريقة عشوائية وساهمت في رفع مستوى التلوث الضوضائي والذي بدوره يؤدي إلى إزعاج قاطني الحي، كما أن المحطة قد تساهم أيضا في مشاكل سمعية للعاملين داخل المنشأة . أرض المحطة ترابية وتفتقد لوسائل السلامة الأمانة: الأرض تملكها إدارة التعليم عثمان الموسى يؤكد معاناة الأهالي من استغلال الأرض كمواقف للمؤسسات القريبة منها، فضلا عن سكن العمال العشوائي وهذا ما نعانيه بشدة وخصوصا أن اغلب العمالة من ديانات أخرى غير الإسلام ففي مرات عديدة نجد بعض العمال يقومون بقضاء حاجتهم على سطح منزلي خصوصا أن منزلي من دور واحد ، كما نضطر دائما إلى إيقاف سياراتنا بعيدا عن الاستراحة بسبب الشاحنات التي تغلق الطريق ومدخل الاستراحة. وقال مصدر مسئول بأمانة الشرقية إن القضية لا تخص الأمانة ما دامت الأرض تحت ملكية وزارة التربية والتعليم، وحاولت "اليوم" التواصل مع إدارة التربية والتعليم للرد على المشكلة الا أنه لم يصلنا الرد حتى الآن.