أعرب سكان حي الضباب المخصص لفئة الشباب في الجبيل عن تذمرهم من استمرار انعدام الخدمات البلدية والصرف الصحي الذي لازم الحي منذ أكثر من خمس سنوات، بينما يصل تعداد ساكني الحي إلى أكثر من ستة آلاف نسمة من المواطنين والمقيمين. «الشرق» توجهت للشباب من سكان الحي، واستمعت لمطالبهم وأبرز ما يعانونه من مشكلات، ورصدتها لإيصالها للمعنيين. حي هادئ يفتقد النظافة عبّر المواطن فهد الدوسري، الذي يعمل مدير أمن في إحدى الشركات الخاصة، عن امتعاضه مما يحصل في الحي دون ردة فعل من الجهات المعنية، وتجاهل لمطالب أهالي الحي ومخاطبتهم المتكررة، فنحن نعاني من تراكم النفايات، وتكدس الشاحنات التي تنتشر في جميع الطرقات والمداخل، والمستنقعات التي تكاثرت عليها الحشرات والدواب السامة، وانعكس ذلك علينا في داخل منازلنا حيث نكافح الحشرات بالمبيدات دون جدوى؛ فهي في ازدياد، ولا نشعر بأريحية في بيوتنا، على الرغم من هدوء الحي إلا أن الإزعاج المنبعث من الروائح أفقد الحي خصوصيته، وكذلك نتضايق من نباح الكلاب الضالة، والبعض منها جثة نافقة وملقاة في الشارع، وتنبعث رائحتها إلينا، فبعض الوافدين الأسيويين يقومون بحرقها وأكلها. مشروعات نسمع عنها ولا نراها ويحدثنا أحد ساكني الحي والموظف المدني في إحدى الدوائر الحكومية، المواطن محمد اليامي، عن مشكلات الصرف الصحي، والمشروع الذي وُعدوا به ولم يروه حتى الآن، على الرغم من أن المدة المحددة لإتمامه نهاية هذه السنة، إلا أن الواقع لا يعكس ذلك؛ فلا تطوير ولا وجود من قبل البلدية في الحي إلا ما ندر، ويذكر أنهم قاموا بمراجعة البلدية في أكثر من مرة، ويكون ردهم أن نقوم بتدوين البيانات ومراجعتهم لاحقاً. ويضيف اليامي أنه يشكو من سوء مياه الشرب، فلا يستطيع الوضوء والمضمضة بهذه المياه التي لا يعلم مصدرها، فيضطر لشراء مياه محلاة للشرب والاغتسال، وذكر أنه قبل أيام عانى أحد زملائه من طفح جلدي بكتيري بسببها. كثرة السرقات والتجاوزات ويخبرنا المواطن ماجد عسيري، الذي يقطن الحي منذ ثلاث سنوات، عن كثرة السرقات في الحي، وكذلك سرقة خلاطات السباكة، وخلو الحي من المرفقات الخدمية الصحية والمعيشية، والمرفقات التجارية كمحلات التموينات الغذائية التي تبيع المواد الخاصة بالأسيويين الوافدين ولا تلائم استخدام المواطنين، فتجبرهم على الذهاب للأحياء المجاورة لقضاء حوائجهم، وكذلك سوء جودة المطاعم، وانعدام النظافة فيها والمراقبة الصحية، مع ارتفاع إيجارات الحي التي لا تقارن بالخدمات الموجودة فيه، فشبكة الاتصالات والكهرباء لم تتحسن إلا هذا العام، حيث كانوا يعانون طوال السنوات الماضية منها. خلافات البلدية ومتعهد النظافة وأفصح المواطن نايف الشمري عن وجود خلافات بين متعهد النظافة والبلدية جعلت الحي مردماً غير صحي للنفايات، فالمخلفات ترمى من نوافذ العمائر السكنية وتتجمع عند براميل النفايات لفترات زمنية طويلة، في غياب ملحوظ للبلدية ومراقبيها. وأبدى الشمري تعجبه من تجاهل البلدية للمستثمرين المخالفين في الحي، ومنحهم مخالفات على تجاوزاتهم ورميهم نفاياتهم في الطرقات العامة ومضايقة أهالي الحي. شوارع ضيقه ورديئة ويشكو المواطن راشد الدوسري من التلفيات التي لحقت بمركباتهم جراء الحفريات التي تترك دون ردم أو تصليح بعد حفرها، وضيق الشوارع؛ فالشارع التجاري الرئيسي للحي لا يتسع لعبور سيارتين في اتجاهين، ويتعطل السير في ساعات الصباح الباكرة عند الساعة السادسة، حيث لا يمكن العبور من خلاله؛ فالشاحنات تصطف على جنبات الطريق، والوقوف العشوائي من سيارات قاطني الحي والزوار يعيق انسيابية الحركة. واستغرب الدوسري من بعض سائقي الشاحنات، الذين يأتون للحي ويفصلون مقطورة الشاحنة ويدعونها في الأراضي الخالية واقفة، ويغادرون دون أن يلتفت أحد من الجهات المعنية لهم ولوضعهم المخالف للأنظمة والقوانين. الحي ديوانية للشباب ويصف ناصر الشمراني الحي بأنه أشبه بديوانية شبابية، حيث يجمتع مع أغلب الشباب في إحدى الشقق للتسلية ولعب البلوت والبلايستيشن ومشاهدة المباريات، حتى ساعات الصباح الباكرة في أوقات فراغهم، ولا ينكرون نقص الخدمات، ولكنهم لا يهتمون بها؛ كونهم لا يقيمون بشكل دائم في الحي، إلا أن المعاناة جلية وواضحة. الحي للاستثمار الأجنبي ويفيد المستثمر بدر نافع أن أغلب المستثمرين في الحي اتجهوا لتأجير العمالة الوافدة والشركات الأجنبية بعد عزوف المواطنين من العزاب عنها، حيث زادت نسبة قاطني الحي من العمالة على الوافدين، وأشار لتكبد بعض المستثمرين لخسائر مالية جراء قلة الطلب من المواطنين لارتفاع الأسعار وانعدام الخدمات، ولا يأتي إلا قلة من المحتاجين للسكن، في ظل شح المناطق المخصصة للعزاب في المحافظة والمعروض من الشقق. ودعا المستثمر الجهات المسؤولة للتدخل في تصحيح وضع الحي الحالي، والعمل على دفع عجلة البناء والتطوير؛ حتى لا يفقد الحي المزيد من العازفين عنه. يذكر أن حي الضباب خصصت له ميزانية لمشروعات شبكات ومحطات مضخات الصرف الصحي ضمن عدة أحياء بتكلفة ثمانين مليون ريال مطلع العام الماضي، على أن يتم إنجازها بنهاية العام القادم حسب تصريح مصلحة المياه في المنطقة الشرقية، إلا أن واقع الحي لايزال يشكو من الإهمال خلال الأعوام الماضية، وينتظر أهالي الحي سرعة تنفيذ المشروعات المتعثرة، وإيجاد حل لمعاناتهم التي باتت تؤرقهم وتقلق راحتهم. وافد أسيوي يتخلص من النفايات بطرق عشوائية (تصوير: عبدالرحمن البيشي)
مواطن ل « لشرق» يشتكي من كثرة توقف الشاحنات بالقرب من سكنه (تصوير: عبدالرحمن البيشي)
سيارة تعرضت لحادث مهملة على جنبات الحي
صعوبة الحركة في ممر مؤدٍ للمسجد والمستنقعات شكلت بحيرات قذرة