يواصل الساسة الأمريكيون محاولاتهم للتوصل إلى اتفاق بشأن أزمة رفع سقف الدين الأمريكي مع اقتراب الولاياتالمتحدة من العجز عن الوفاء بالتزاماتها في ظل الخلافات المستمرة بين الحزبين الجمهوري و الديمقراطي ، وستصبح الولاياتالمتحدة يوم الأربعاء المقبل غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لرفع حد الدين الذي يبلغ حاليا14.3 تريليون دولار ، الأمر الذي سيتسبب في تخفيض التصنيف الائتماني الممتاز لواشنطن و زيادة معدلات الفائدة بالنسبة للحكومة و المستهلكين و الشركات ، وفقا لتحذيرات وكالات التصنيف الائتماني ووزارة الخزانة الأمريكية. ويحتاج البيت الأبيض إلى إذن لاقتراض 2.4 تريليون دولار للوفاء بالتزاماته حتى مطلع 2013 بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة . و على جانب آخر يسابق المشرعون الأمريكيون الزمن للتوصل لاتفاق في اللحظة الأخيرة يمكن أن يرفع سقف الدين بواقع 8ر2 تريليون دولار ويعطي تطمينات للأسواق المالية بأن الولاياتالمتحدة ستتفادى التخلف عن سداد ديون ، حيث زادت احتمالات التوصل للاتفاق المهم بعدما استأنف الزعماء الجمهوريون والديمقراطيون في الكونجرس المحادثات المتعثرة مع البيت الأبيض بينما أبدى زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش مكونيل ثقته و تفاؤله ، وقال أعتقد أن لدينا فرصة للتوصل لاتفاق ، و أرجأ زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد وهو ديمقراطي اقتراعا إجرائيا مهما على خطة سقف الدين لمدة 12 ساعة إلى الواحدة بعد ظهر الاحد بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة (17:00 بتوقيت جرينتش) لإتاحة مزيد من الوقت للجانبين للانتهاء من التفاصيل قبل افتتاح الأسواق في آسيا ، و قال ريد من قاعة مجلس الشيوخ في ساعة متأخرة من مساء السبت تجري مفاوضات في البيت الأبيض في الوقت الحالي بشأن حل يتفادى تخلفا كارثيا عن سداد ديون الدولة ، وتابع مازالت أمامنا مسافة لنقطعها. وظل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعيدا عن الأضواء، لكنه اجتمع مع زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ هاري ريد وزعيمة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب نانسي بيلوسي لبحث سبل المضي قدما وحل الأزمة ، وتحدث أوباما على الهاتف مع قادة الحزب الجمهوري، مما تسبب في لحظة عابرة من التفاؤل بين المعلقين في القنوات التليفزيونية، وكان مجلس النواب قد رفض السبت مقترحا ديمقراطيا برفع سقف دين البلاد. مع أن الجمهوريين والديموقراطيين قدموا على السواء تنازلات مع تقدم المفاوضات، إلا أن منطلقات الحزبين السياسية تبقى متعارضة بشكل كبير. فمن جهة يطالب الجمهوريون بتخفيض الضرائب والقيام باقتطاعات ضخمة في الميزانية، بينما يريد الديموقراطيون إرفاق التقشف في الميزانية بفرض مزيد من الضرائب على الطبقات الأكثر ثراء في المجتمع الأميركي وجاء الرفض من جانب 246 عضوا مقابل 173 عضوا، في أحدث تصويت في هذا الصدد بمجلسي النواب و الشيوخ ، و بحث كل من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون منذ الجمعة مقترحات الجانب المنافس وانتهي الأمر برفض كل مجلس منهما مقترحات المجلس الآخر ، و يعارض أوباما خطة الجمهوريين التي تنص على رفع سقف الدين على مرحلتين لأنها تطيل أمد حالة عدم اليقين بشأن الموارد المالية للبلاد لمدة 6 شهور أخرى كما أنه من المرجح أن تتسبب في حالة من الفوضى ، ليس فقط في تراجع التصنيف الائتماني للولايات المتحدة و لكن أيضا في ارتفاع أسعار الفائدة للمستهلكين و التجارة . من جانبه قال مسؤول بالبيت الأبيض أنه لم يجر التوصل لاتفاق وحذر من أن التفاصيل التي يجري تداولها غير دقيقة ، و قال ريتشارد دربين عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي للصحفيين في ساعة متأخرة من مساء السبت مازال الطريق طويلا للتوصل لاتفاق من خلال التفاوض ولكن بكل تأكيد ثمة شعورا أكثر إيجابية بشأن التوصل لاتفاق الليلة عما كنت أحس به منذ فترة طويلة . و مع أن الجمهوريين و الديموقراطيين قدموا على السواء تنازلات مع تقدم المفاوضات ، إلا أن منطلقات الحزبين السياسية تبقى متعارضة بشكل كبير. فمن جهة يطالب الجمهوريون بتخفيض الضرائب والقيام باقتطاعات ضخمة في الميزانية ، بينما يريد الديموقراطيون إرفاق التقشف في الميزانية بفرض مزيد من الضرائب على الطبقات الأكثر ثراء في المجتمع الأميركي . من جانبه أعلن جون باينر رئيس مجلس النواب الأميركي السبت أنه واثق من التوصل إلى اتفاق مع البيت الأبيض قبل الثلاثاء لتجنيب البلاد كارثة التخلف عن سداد الدين العام ، و قال على الرغم من اختلافاتنا فأنا أعتقد أننا نتعامل مع أناس عقلاء ، مع مسؤولين يريدون إنهاء الأزمة بأسرع ما يمكن ، و أنا واثق من أننا سنفعل ذلك ، و أضاف «علينا أن نضع حدا لهذه المهزلة و أن نعود إلى الجدية»، مشيرا إلى أنه تحدث السبت مع كل من الرئيس باراك أوباما ونائب الرئيس جو بايدن ، و مؤكدا أن التوصل إلى اتفاق قد يحصل «في مستقبل قريب جدا» ، وحمل باينر مجددا الرئيس أوباما مسؤولية المأزق الراهن ، مؤكدا أن الجمهوريين «كان لديهم اتفاق صلب الأحد الفائت و الرئيس أوباما هو الذي أسقطه» ، وقال «حان الوقت لكي يقول لنا الرئيس كيف سنخرج من هذا الطريق المسدود الذي أوصلنا إليه».