عندما تمتثل لطلب أحدهم تقول له: «سم» فيرد عليك: «سم عدوك». ترى ما الذي يخطر ببالك حينما تسمع هذه العبارة, وبماذا ترد في عقلك عليها هل تقول: «آمين» أم انك تمررها دون توقف وكأن تسمم العدو أمر وارد إن كان هذا بدعاء منك أو من غيرك او بفعل العدو نفسه؟!! رفض احد الأشخاص ذلك الدعاء «سم عدوك» قائلا: لو كان لي عدو فهي مشكلته أما أنا فليس لدي مشكلة معه ولا أريد له أن يتسمم!! تفكير ايجابي جميل تتمنى معه لو كان أولئك الذين يتطوعون للعداء يقفون عنده ويفهمون عمقه ويتساءلون كيف لأحد يدري انك تعاديه أن يقول لا أريد لعدوي أن يتسمم, لأن العداء مشكلته وليست مشكلتي فيما بيني وبين نفسي او ما بين عدوي وبيني. احيانا يتحول الحقد والحسد إلى عداء يتنامى في نفوس بعض الضعفاء ولهذا أقول: هناك من يتطوع بالعداء تجاه الآخر فهو لم يسيء له ولكن ذاك ولغيظ في نفسه يصبح متطوعا للإساءة إليه بالقول والعمل بطريقة مباشرة وغير مباشرة ويشغل نفسه بذلك إلى درجة غريبة فهو يتابع تحركاته ويراقبه لعله يجد منفذا يدخل منه للإساءة له أمام الآخرين فتظل نفس ذلك العدو متقدة بالغيظ الحارق الذي وان وصل ليتنا نعي حقيقة جمال طهارة الأرواح قبل الأجساد وصيام الناس عن إيذاء الآخرين قبل الصيام عن الأكل والشرب ليتنا نبدأ من الداخل ليبرز جمال الخارج. أذاه الى الآخر الغافل الا ان حرقته اشد قوة في نفس صاحبها وليس ذلك فحسب فالشاعر يقول: لولا احتراق النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود. فتلك النار التي تتلظى في نفوس الحاقدين الذين صنعوا من انفسهم اعداء تؤذيهم وتظهر محاسن الآخرين، لأن تلك النار على مساوئها الا انها كانت سببا في معرفتنا لرائحة العود الزكية، وهذا على المستوى الانساني يحدث عندما تجد احدهم لا يضيع فرصة في الاساءة اليك فيضع فيك ما ليس فيك من الصفات القبيحة ويتقول عليك لدرجة تلفت نظر الآخرين الى صاحب القول المعتدي فيصبح ذلك القبح منعكسا على قسمات نفسه.. ولو انه بذل جهده الذي اتلفه الحقد على تطهير ذاته منه لاستطاع ان يحقق النجاح الامثل مع نفسه ومع الآخرين حتى يستعد للقاء الله بقلب سليم، قلب سليم لا تستقيم كل عباداته الا به ونحن في رمضان اليوم أو غدا ليتنا نعي حقيقة جمال طهارة الأرواح قبل الاجساد, وصيام الناس عن ايذاء الآخرين قبل الصيام عن الاكل والشرب. ليتنا نبدأ من الداخل ليبرز جمال الخارج. [email protected]