تتغيّر الأوضاع الاقتصادية في العالم إلى الأسوأ، وتتأثر السياحة العالمية، فقد كان للأزمة الاقتصادية العالمية الأثر السلبي الكبير والواضح على تراجع عدد السياح إلى دول كثيرة لأسباب اقتصادية فقد تراجع عدد السياح السعوديين إلى بلدان عديدة مثل بريطانيا وأمريكا وفرنسا خلال الأزمة. ومنذ مطلع عام 2011م ومصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن تمرّ بثورات لم يسبق لها مثيل في العالم العربي مما ساهم في تراجع سياحة السعوديين إلى مصر وسوريا ولبنان وتونس بالتحديد ليتجهوا إلى دول غير عربية، بل اختار عدد كبير من السعوديين قضاء اجازاتهم الصيفية هذا العام داخل المملكة نظراً لثورات الربيع العربي. يتوقع المتخصصون في السياحة أن يزيد معدل نمو السياحة الداخلية في المملكة هذا الصيف بحوالي 25-30% بسبب الأوضاع السياسية الإقليمية والعالمية.وتشكّل «ثورات الربيع العربي» في تونس ومصر وسوريا واليمن والوضع السياسي غير المستقر في لبنان عائقاً كبيراً امام العديد من السياح السعوديين الراغبين في السفر الى هذه الدول التي تعيش ربيعاً سياسياً مضطرباً. ولقد ألغى عدد كبير من السعوديين حجوزاتهم الى اوروبا بعد تفشي بكتيريا «اي كولاي» وتجدّد مخاطر تصاعد الرماد البركاني في ايسلندا في الآونة الأخيرة، حيث ألغت بعض خطوط الطيران رحلاتها إلى عدد من المطارات الأوروبية حرصاً على سلامة المسافرين من أوروبا وإليها. ويتوقع المتخصصون في السياحة أن يزيد معدل نمو السياحة الداخلية في المملكة هذا الصيف بحوالي 25-30% بسبب الأوضاع السياسية الإقليمية والعالمية. ومن المأمول أن يساهم هذا النمو في زيادة تشغيل قطاع السياحة والسفر والشقق المفروشة والفنادق والمطاعم، لكن المعوّقات الداخلية لا تزال قائمة. وعلى رأس هذه المعوّقات قلة عدد رحلات الخطوط السعودية إلى أماكن الجذب السياحي في المملكة.. أما من حيث الإمكانيات الاستيعابية من سكن ومواصلات في هذه الأمكان فلا تزال متواضعة مما يزيد من أسعارها إلى مستويات تفوق في معظم الأحيان مستوياتها في اوروبا وامريكا ومعظم الدول العربية السياحية التي عمّها الربيع العربي. والحقيقة أن ضعف وعي القائمين على إدارة الشقق المفروشة والفنادق والمتنزهات وأماكن الترفيه وقطاع المواصلات وقطاع الاتصالات بأهمية المنافسة المحلية لمواكبة الجذب الخارجي المنافس ساهم إلى حد كبير في احجام نسبة كبيرة من السياح السعوديين عن السياحة الداخلية بالمملكة والاتجاه نحو السياحة الخارجية بينما فضل بعضهم عدم السفر للسياحة داخلياً أو خارجياً. ولزيادة السياحة الداخلية يتطلب ذلك توعية قطاع السياحة والسفر والطيران والشقق المفروشة والفنادق وغيرها من الجهات ذات العلاقة بالسياحة الداخلية بضرورة خفض الأسعار وتحسين مستوى جودة الخدمات وتوفير الرحلات إلى مناطق ومدن الجذب السياحي. ولا نغفل أهمية التعاون بين هذه الجهات والهيئة العليا للسياحة والآثار. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]