بعد أن أطلقت الربيع العربي عبر "ثورة الياسمين"، يبدو أن تونس تعد نفسها لمرحلة تجاوز آثار تلك الثورة بثوب جديد تستقبل به السائحين، عبر صيف بدأ مبكرا بجولات مكوكية لوزير السياحة التونسي إلياس الفخفاخ الذي خص "الوطن" بحوار تحدث فيه عن سعي بلده للحصول على نصيب أكبر من سوق السائح السعودي، وذلك على هامش اجتماع الدورة العاشرة للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء السياحة العرب، الذي عقد مؤخرا بمقر المنظمة العربية للسياحة بجدة. الفخفاخ كشف ل"الوطن" عن إجراءات كبيرة تبذلها تونس من أجل استقطاب السائح السعودي بدءا بإلغاء تأشيرة الدخول للسعوديين مرورا بالربط الجوي عبر رحلات يومية من جدة والرياض لتونس يتم التنسيق فيها حاليا مع السلطات السعودية، وكذلك دراسة تجربتي مصر وتركيا في استقطاب السائح السعودي، مشيرا إلى أن توجه السائح السعودي إلى تونس ضعيف جدا عبر وصول 7 الآف سائح سعودي لتونس فقط من أصل 4.5 ملايين سعودي يتوجهون للسياحة سنويا. وإليكم تفاصيل الحوار: تتحدثون عن السياحة في بلد يعتبر الشرارة الأولى لإطلاق "الربيع العربي"، كيف هو الوضع السياحي الآن في تونس؟ السياحة في تونس في 2011 تراجعت بشكل كبير بعد الأحداث، ومع تحسن الأوضاع الأمنية والمسار الانتقالي السياسي السلس، جرى استدعاء أكبر عدد ممكن من متعهدي الرحلات والصحفيين لكي يتجولوا في تونس ويحسوا بالوضع، كما قمنا بحملات مختلفة في عدة أسواق ومع بداية العام الجاري عادت السياحة لأكثر من 50%، مقارنة ب2011. ونحن متفائلون أن السياحة ستعود لتونس وكل الحجوزات تبشر بالخير في ظل استتباب الوضع الأمني، ونحن بصدد الاستعداد لاستقبال السياح، الذين وصل عددهم من أول الموسم السياحي إلى نحو 1.4 مليون سائح، فيما ننتظر 6 ملايين سائح ونعمل على الاستعداد لموسم الصيف. ولكن هناك تخوف من قبل السياح من تأثر الوضع السياحي في بلد كتونس مع صعود الإسلاميين لسدة الحكم؟ كان هناك تخوف في بداية الأمر، وبعد أن تعرفوا على أن الإسلاميين في تونس من أهل الإسلام المعتدل والوسطي، ونحن مع قيم الإسلام التي تحض على التحابب والتعارف، وتونس لن تتبدل من حيث ركائزها، والتونسي مسلم منذ 14 قرنا وليس اليوم، وفي أوروبا يفهمون أن صعود الإسلاميين نسبي بنحو 40% ولا يبدل تقاليد تونس. كيف تقيمون التخوف من أن تغير الدول السياحية من تعاملها مع ملف السياحة بعد "الربيع العربي"؟ نعمل على استراتجية كاملة لمدة 5 سنوات مقبلة، أهم مرتكزاتها هي مراجعة السياحة في تونس، وهي بلد سياحي منذ 50 سنة. ونسعى لأن تكون السياحة ركيزة من ركائز الاقتصاد، ونعمل على تنويعها لتشمل السياحة الشاطئية وأنواعا أخرى، ونتجه كذلك للأسواق العربية عبر دراسة المنتج الخاص بالسياحة العربية لكي نصل إلى أكبر عدد من السياح العرب، ونحن نعتبر السوقين الروسي والصيني هم أكبر عملائنا سياحيا. هناك عزوف من السائح السعودي عن زيارة تونس، هل درستم أسباب ذلك العزوف؟ العزوف كان بسبب غياب الاستراتجية الخاصة بالسائح السعودي من حيث المنتج والترويج والتسويق، وليس هناك أسباب أخرى. ودرسنا التجربة التركية والمصرية في استقطاب السائح السعودي ووجدنا أن المنتج الذي يذهب إليه السائح السعودي في مصر موجود في تونس، ولكن يجب أن يؤطر بشكل أكبر، فالسائح السعودي يحب أن يكون وسط عائلته ويتنقل وسط أعداد كبيرة ويذهب للشقق المفروشة، ويحب التسوق ضمن الأسواق التجارية. هل توجد لديكم إحصائية حول عدد السعوديين الذين يتوجهون لتونس للسياحة ؟ نحن نأسف للعدد الصغير الذي وصل لتونس من السعودية هذا العام، والذي لم يتعد 7 الآف سائح من أصل 4.5 ملايين سائح سعودي يخرجون لبلدان العالم الأخرى، رغم العلاقات الجيدة التي تربط البلدين والمخزون السياحي والثقافي والحضاري الموجود في تونس، وكذلك الربط الجوي عبر خط يومي بين جدةوتونس وإلغاء التأشيرة بين تونس والرياض. ونأمل أن نصل هذا العام إلى 100 ألف سائح سعودي بدلاً من 7 آلاف. بالحديث عن مجال السياحة، لا بد أن هناك مجالا لطرح فكرة الاستثمار السياحي لدى العرب، هل درستم هذه الفكرة، وماذا ستقدمون لها؟ لدينا تحفيز للاستثمار في السياحة في تونس ونعطي امتيازات خاصة لمن أراد بناء مشاريع سياحية في تونس، وهناك أبعاد لإحياء مناطق داخلية وخلق فرص عمل، وهناك لقاء مع مسؤولين سعوديين حول سبل التعاون وتدعيم هذه العلاقة وتحدثنا عن تدعيم الاستثمارات السعودية في تونس، وكذلك مشاركة الحرفيين التونسيين في دعم البرامج الحرفية في المملكة، وبرنامج للتعريف بالمخزون السياحي التونسي. وسيكون لنا لقاء مع رجال أعمال سعوديين في تونس لدراسة فرص الاستثمارات وكانت هناك فرص كبيرة في مجال السياحة والمنتجعات السياحية. هل ترون أن السياحة في تونس قد تتعافى قريبا؟ نسعى للوصول إلى 10 ملايين سائح، وننتظر هذا العام 6 ملايين سائح، علما بأننا وصلنا عام 2010 إلى 7 ملايين سائح.