بدأ الفلاحون السعوديون عرض منتجات الصيف الزراعية في مختلف الشوارع داخل المدن والقرى في محافظة الأحساء، في ظل تنافس شديد من العمالة الوافدة التي بدأت تتوزع في بعض الطرقات المختلفة لبيع بعض المنتجات بثمن أقل من الباعة السعوديين. ومن أهم المنتجات الزراعية التي بدأت تغزو الأسواق المحلية حاليا هو الشمام الصيني (الحساوي)، حيث يتميز ثمره بحجمه الكبير وكثرة مائه، إضافة إلى قلة السكر ما يعطيه طعما معتدلا، حيث يفضله عدد كبير من المستهلكين خصوصا المصابين بداء السكري. ويقول طالب محمد القريني، الذي يعرض بضاعته من الشمام الصيني وبعض المنتجات منها البامية والبصل والثوم والطماطم على طريق البطالية إحدى القرى الأحسائية : إن العمالة تنتشر في مثل هذا الوقت ، حيث تبيع بعض المنتجات الزراعية مثل الشمام والبطيخ الحساوي وغيرها بثمن أقل من السعوديين، وذلك العامل الوافد يكفيه ذلك لتصريف حياته المعيشية اليومية الذي عادة يكون رابحا. ومن خلال خبرتي كفلاح أيضا في مزراع الاحساء فاننا نزرع الشمام الصيني منذ مدة وكانت التجربة متميزة بحق، وأعتقد أن أغلب المزارعين بالمحافظة يعرفون ذلك وأضرب مثلا في الاحساء انهم يزرعون الشمام الصيني الذي نما بشكل ملحوظ هذه الأيام ما جعل أسعار في تدن كبير ، ويضيف أيضا يوجد البطيخ الحساوي ويعرف ايضا بالشمام وهو مفيد جدا للكثير من الأمراض. ويشير إبراهيم العبد الهادي مهندس زراعي في المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور بالأحساء إلى أن البطيخ الحساوي أو ما يعرف بالشمام المحلي اكتسب شهرة عريقة لما له من صفات ذوقية خاصة مع نكهة محببة لدى المستهلك المحلي، إلا أن زراعته تعرضت في السنوات الأخيرة لتدهور مستمر من الناحيتين الموروفولوجية والإنتاجية لظهور انعزالات وراثية أعطت سلالة غير مرغوبة، كتقليل حلاوته وانعدام النكهة وعدم قابليته للتخزين والاختلاف الكبير في الشكل والحجم واللون وضعف المقاومة للظروف البيئية السائدة كارتفاع درجة الحرارة وشدة سرعة الرياح وزيادة تملح التربة والإصابة الحشرية، ويرجع العبد الهادي الذي شارك ضمن فريق من المهندسين في عمل تجارب على زراعة البطيخ لتسعة أجيال، وذلك التدهور إلى عدم تجانس التركيب الوراثي لأجنة البذور نتيجة التلقيح الخلطي السائد بين السلالات المحلية المختلفة وبين الأصناف الأجنبية التي تزرع في الحقول المجاورة التي يحمل كل منها صفات خاصة تختلف عن الصنف الآخر. وأضاف أن المُزارع يختار البذور عند زراعتها بناء على الشكل الخارجي للثمرة وحجمها فقط، ولتلافي حدوث تلك المشكلة ينصح العبد الهادي باتباع الطرق العلمية التي تعتمد على الأساليب الحديثة في التربية والتهجين التي تكفل إنتاج صنف شمام (بطيخ) محلي نقي يحمل الصفات المرغوبة مع ثباتها عند تعاقب الزراعة والإنتاج، ويصف العبد الهادي البطيخ النقي بالحجم الكبير ووجود حزوز واضحة على القشرة الخارجية عددها بين 9 و 10 فقط، ولون القشرة الخارجي أصفر مخضر، وسماكة اللب الداخلي كبيرة، بالإضافة إلى صغر الفراغ البذري الداخلي، وطعمه ونكهته المميزة.