بدأ المزارعون الأحسائيون وبالأخص الشباب في عرض منتجاتهم الزراعية التي تنتج خلال فصل الصيف في أماكن متعددة من سوق بيع الخضار المركزي بمدينة الدمام، ومن أهم تلك المنتجات التي بدأت تغزو السوق هو البطيخ الحساوي ، الذي يتميز بتنوع حجمه وكثرة مائه إضافة إلى قلة السكر فيه ما يعطيه طعما معتدلاً ، بحيث أصبح من المنتجات الزراعية التي يفضلها عدد كبير من المستهلكين في فصل الصيف خصوصاً المصابين بمرض السكري . البائع مهدي الحسن (29 عاماً) الذي يعرض بضاعته من البطيخ الحساوي يقول: " يتم جلب البطيخ إما من حقول المزارع القريبة من بلدة الوزية شمال محافظة الأحساء أو التي تقع على طريق دولة قطر الدولي ، حيث تعد هذه الأماكن الزراعية الوحيدة في المحافظة التي تقوم بزراعة وإنتاج البطيخ من كل عام . وأضاف الحسن:" الذي يقضي قرابة 10 ساعات يومياً وهو جالس بجانب سيارته لعرض البطيخ للبيع ، منذ الصباح حتى وقت أذان الظهر، وكذلك في الفترة المسائية ، رغم حرارة الشمس الملتهبة إلا أن تلك لم تمنعه من الوقوف طيلة هذه المدة في قوله :" تتراوح أسعار البطيخ في بداية الإنتاج ما بين 80 إلى 120 ريالاً للحبة الواحدة ، وطبعاً يتم تحديد السعر من قبل البائع بناءً على حجم البطيخ أو مدى نضجه ، ولكن هذه الأسعار مع مرور الأيام تنخفض بمعدل 50 % تقريباً وذلك بعد أن يتوفر بكميات كبيرة في الأسواق. وبين بائع آخر يُدعى طالب الحاجي ( 32 عاماً ) : " الذي امتلأ صندوق سيارته من طراز تويوتا، بالبطيخ في حديثه :" أن وزن الواحدة من البطيخ الحساوي يتراوح في أغلب الأحيان ما بين 2 إلى 8 كيلوجرامات ، بحسب اختلاف حجمه ، وقد يكون السبب في تنوع حجم البطيخ إلى نوعية المياه التي يُسقى بها المزارع حقول الزرع ، فهناك مزارع تسقى بمياه عذبة ، وهناك البعض يستخدم مياه تحمل نسب عالية من الملوحة ، وهذه تؤثر في كمية الإنتاج وكذلك في تنوع الأحجام . وأضاف الحاجي أن أكثر ما يُقلق الباعة هو تعرض البطيخ للتلف ، خاصة أنه من الفواكة التي تفقد خاصيتها الغذائية بشكل سريع ، ومما يزيد من ذلك هو بقاء البطيخ ليوم آخر لدى البائع لعدم تمكنه من بيعه مما يضطر ببيعه بسعر أقل ، أو ربما يتخلص منه من خلال تقديمه كعلاف للأغنام التي تعيش في المزارع. ويقول الخبير الزراعي المهندس مهدي ياسين الرمضان،" لليوم" يشهد البطيخ الحساوي، الذي يعرف بالصنف المفتوح وذلك بسبب الاختلاف في الشكل والحجم بالإضافة إلى الطعم إقبالا عليه سواء من قبل المزارعين الذين يقومون بإنتاجه أو من المستهلكين، وهذا الإقبال زاد خلال الخمس سنوات الأخيرة، رغم التفاوت في كميات الإنتاج عن السابق بنسبة تصل إلى ما بين 60 و 80 في المائة. وأضاف الرمضان :" ربما قد يكون السبب في قلة الإنتاج ناجم عن الغبار الذي أكتسح أجواء المملكة منذ بداية العام إلى وقتنا الحالي والذي أثر بنسبه عالية في إنتاج المزارع، ولكن رغم ذلك إلا أن هناك عدد من المزارعين استخدموا طرقا حديثة في حماية الزرع من الرياح المحملة بالأتربة، من خلال تغطية حقول البطيخ بالأشرعة البلاستيكية ، وتحديداً وقت تزهير الأشجار خوفاً من تلفها نتيجة تعرضها للغبار ، وبين الرمضان :" أن بداية موسم زراعة البطيخ الحساوي تبدأ تحديداً في شهر مايو و يوينو، أما وقت حصاده فيكون بعد مضى قرابة 60 إلى 70 يوما ، من زراعته ويستمر إنتاجه قرابة الأسبوعين وذكر الرمضان:" أن زيادة نسبة الملوحة في المياه الجوفية التي يستخدمها بعض المزارعين ري أشجار البطيخ قد تؤدي إلى التقليل من كميات الإنتاج في السنوات القادمة، لأنها تحوي على نسب عالية قد تؤدي إلى تلف الأشجار، مبيناً أن نسبة الملوحة التي من المفترض أن تكون في الماء من أجل أن تكون صالحة لري الأشجار هي بمقدار1200 إلى 2500 من نسبة الملوحة في المياه العذبة .