مجموعة من الشباب يقفون تحت أشعة الشمس بلا ستر ولا مظلة إلا شماغ معكوف على رؤوسهم، يزكون أنفسهم بكفاحهم واحتراقهم تحت الشمس طوال اليوم طالبين رزقهم مع مطلع كل فجر. محمد ومبارك وعبدالله وفواز لا يرون ان بيع البطيخ على جنبات الطريق معيب او مخجل، مضيفين ان أغلبيتهم انهى دراسته الثانوية والكلية وبانتظار الوظيفة ومنهم من خاض تجربة بيع البطيخ من العام الماضي وخصوصا في فصل الصيف والعطلة المدرسية مؤكدين انهم وفقوا هذا العام في أسعار مشجعة حيث تشهد مدينة طبرجل هذه الأيام حركة تجارية لافتة بسبب بدء إنتاج الحبحب والفواكة والخضار من منطقة بسيطاء الزراعية التي تعد اكبر حقل زراعي في المملكة. يقطع الشباب 45 كيلاً ذهابا الى بسيطاء لشراء البطيخ بمبلغ يتراوح بين 300 و400 ريال من احد المشاريع الزراعية جنوب طبرجل لجلبه للسوق أو يقفون به على احد جنبات الطريق ليتم البيع ويكون الكيلو الواحد بريالين على الزبون واذا تمكن من بيع الكمية كاملة تتراوح المحصلة بين 1500 و2000 ريال. مؤكدين أن هذا العام الافضل من حيث وفرة الإنتاج و لخلوه من الأمراض والآفات واقبل المستهلك على الشراء وتشجيع الشباب السعودي بالإضافة ان الشباب كسر حاجز الخجل واصبح فخورا بعمله. من جانبه، يشير المهندس الزراعي احمد عباس الى أن البطيخ أو ما يعرف بالشمام المحلي اكتسب شهرة عريقة لما له من صفات ذوقية خاصة مع نكهة محببة لدى المستهلك المحلي، إلا أن زراعته تعرضت في السنوات الأخيرة لتدهور مستمر من الناحيتين الموروفولوجية والإنتاجية لظهور انعزالات وراثية أعطت سلالة غير مرغوبة، كتقليل حلاوته وانعدام النكهة وعدم قابليته للتخزين والاختلاف الكبير في الشكل والحجم واللون وضعف المقاومة للظروف البيئية السائدة كارتفاع درجة الحرارة وشدة سرعة الرياح وزيادة تملح التربة .بينما هذا العام شهدت المنطقة انتاجا ممتازا غير المتوقع.