استقبلت أسواق الخضار في الأحساء هذه الأيام إنتاج مزارعها من البطيخ الحساوي الذي يبدأ عادة إنتاجه منتصف مايو ويستمر لمدة خمسين يوماً، ويعد أحد المنتجات التي يحرص المزارعون على العناية بها والحفاظ عليها من الاندثار كغيرها من المنتجات التي توقف إنتاجها في مزارع المنطقة. ورغم ارتفاع سعر حبة البطيخ ذات الحجم الكبير, الذي يتراوح بين 100 – 150 ريالا في بداية جني المحصول، فإنها تتراجع إلى عشرة ريالات للحبة مع تزايد كمية الإنتاج، إلا أن عديداً من سكان المنطقة يفضلون شراء تلك الفاكهة مقارنة ببعض المنتجات المستوردة مثل الشمام أو الجح. ويبلغ إنتاج المنطقة من البطيخ أكثر من 300 طن سنوياً تدر أكثر من عشرة ملايين ريال كدخل سنوي للمزارعين، إذ تنتج مزارع طريق الخليج وقرية الوزية وهجرة حرض النسبة الكبرى من تلك الكمية، في حين يتم تسويق معظم الكمية المنتجة في أسواق المنطقة، بينما يقوم بعض تجار الخضار بنقل كمية محدودة إلى أسواق الخضار في الدمام. ويتميز البطيخ الحساوي الذي تنتج منه أصناف مختلفة أشهرها الفريدوني والعياشي بنوعيته الجيدة وطعمه الحلو وكبر حجمه ولونه الأصفر الذي يميل للخضرة وكثرة المياه فيه والتي تشكل 85% من وزنه، لذا فهو يعتبر من الفواكه المفيدة للجهاز الهضمي والكلى، كما يساعد في علاج الإمساك نظرا لاحتوائه على كمية كبيرة من الألياف، فضلا عن احتوائه على بعض الفيتامينات والتي تعتبر مفيدة لجسم الإنسان. وشدد عدد من المزارعين على أهمية الحفاظ على بعض المنتجات الزراعية كالبطيخ والليمون والتين والتوت باعتبارها منتج اقتصادي يدر دخلا جيدا على مزارعي المنطقة، وأشار عدد منهم إلى أن نقص المياه وانتشار الآفات الزراعية تسبب في تراجع إنتاج المزارعين من الرمان والخوخ والمشمش وغيرها من المنتجات الزراعية التي اشتهرت بها المنطقة، وطالبوا بعض الجهات المختصة مثل وزارة الزراعة وكلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل والجمعية التعاونية الزراعية بإعداد دراسات تسهم في الحفاظ على المنتجات الزراعية وزيادة كمية المنتج منها والبحث عن وسائل لتسويق تلك المنتجات لتوفير موارد مناسبة للمزارعين تساعدهم على تغطية تكاليف مزارعهم.