الكثير من القامات الكبرى نجهل تكريمها في حياتهم .. ونبحث عن تكريمها بعد الممات .. سيناريو مل منه الجميع.. بل إنه بصراحة تامة قلة وفاء لمن قدموا كل ما يملكون من مال ووقت وجهد وصحة لرفع مجال ما في هذا الوطن الغالي ..!! وللأسف أصبحت هذه الظاهرة هي القاعدة .. وما عدا ذلك من تكريم هنا وهناك هو استثناء ..!! الشيخ الوقور عبد الرحمن بن سعيد .. أعطى لرياضة وطنه كل ما يملك من وقت وجهد وصحة .. ألا يستحق هذا الرجل المعطاء تكريما يليق به .. نظير ما قدمه لرياضة الوطن ..!! نعم .. ببساطته المعهودة .. نسج على المنوال أو الموال .. اسما طرزه التاريخ بأحرف من ذهب .. أخذه الحلم دهرا من العمر .. فأرسى خياله في محطتين هامتين في جغرافية العاصمة .. شلال فكر لا يتوقف .. ومطر غزير ينبت في الزرع سنابل قمح تصول وتجول في العشب الأخضر .. لما لا .. وهو الذي اكتشف نجوما في ريعان صباها .. سجلت فيما بعد حضورها الأخاذ عالميا .. و( الذئب) مثالا ..!! لم يكن شغوفا بالمال .. لذا أضاع تجارته وربما ثروته في شبابه .. لكنه ظل متمسكا بحلمه الذي ألغى فيه مسافات الزمن .. وطارد به عقارب الساعة .. فهز بمخيلته جزع التأسيس والإنتاج .. ومضى في أيامه فارسا يرسم في الفيافي " ليثا " بريشة بيضاء .. !! ومضى في دروبه .. يفتش عما مضى .. حدث نفسه كثيرا .. وقرأ تفاصيل ما دونه في دفتر العمر .. وطال أمد تفكيره .. أيقن لحظتها أن سياق حلمه طويل .. وإن محطة الليث بذرة لكنها ليست عشقه الأول والأخير ..!! نهض من شدة حلاوة الحلم من جديد في أمسية ربيعية .. حضرت فيها نسايم الصحراء .. وسحر السماء الشجي الوديع .. وتذكر حينها زرقة البحر .. أرعبه المنظر بجماليته .. وشعر في لحظات أن حلمه وصل لخط النهاية .. استدار جدار الشوق في مخيلته ليرسم من جديد لوحة زرقاء .. نبتتها في صحراء نجد .. وعروقها ممددة في الخليج والوطن العربي والقارة الصفراء .. !! قرأ في لوح الحلم والرؤيا .. هلالا ينشد فضاء الألقاب .. وتحيطه النجوم .. يلهث له عشاق كثر .. يطل من نافذة القلب .. ويحرسه الملايين من محبيه ..!! قرأ في لوح الحلم والرؤيا .. هلالا ينشد فضاء الألقاب .. وتحيطه النجوم .. يلهث له عشاق كثر .. يطل من نافذة القلب .. ويحرسه الملايين من محبيه ..!! تحقق حلمه .. وشاء له رب العزة والجلالة .. أن يرى مهر عمله الدؤوب في عشقه الهادر للأزرق متوجا بالنادي القرن .. وبالنجوم الذين اكتشفهم في الصف الأول محليا وقاريا وحتى عالميا ..!! حمل زهورا عطرة .. ومازال يحمل .. فالناديان اللذان أسسهما .. ما زالا الأكثر تغذية للقافلة الخضراء في كل المناسبات ..!! هذا العطاء .. عطاء النهر في عشب الكرة السعودية .. يستحق أن يكرم من أعلى سلطة رياضية في البلد .. لما لا وإنجازاته الرياضية الإدارية هطلت كالمطر على كرة القدم السعودية ..!! كرموه .. فهو الرجل البار لرياضة وطنه .. وهو المحنك الذي جعل الزهور تلمع في المستطيل الأخضر ..!! كرموه .. فهو أهل لذلك .. وإن لم يكرم مثل هذا الرجل فمن يستحق التكريم إذا؟ ..!! كرموه .. حتى لا تتهم الرياضة وأهلها بالجحود .. !!