يقال في فلسفة حياة الإنسان إن وجود الإنسان مرتبط ارتباطا مباشرا بالوقت، إذ أن الله سبحانه وتعالى ربط وجود الإنسان بوقت محدد يأتي لتكون الدنيا له دار ابتلاء واختبار ثم يرحل عنها بما كسبه خلال الوقت المتاح له في علم رب العباد، وكما قال حكماء العرب سابقاً:»اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً». وقد سمّى الإنسان منذ خليقته مع اختلاف هذه التسميات بين الثقافات المختلفة السنين والأشهر والأيام بل وحتى الأوقات، وشدد الإسلام على اغتنام بعض الأوقات للتّعبد والتقرب لله سبحانه وتعالى كأوقات الصوم والصلاة والحج والدعاء والاستغفار وغيرها، ما يدل على الوقت مرتبط ارتباطا كاملا بتحديد مصير الإنسان. يطل علينا في هذه الأيام كتاب فريد من نوعه تحت عنوان «المقيس بين السبت والخميس» للدكتور عبد الرحمن بن عبد الله المشيقح، ويعتبر الكتاب إضافة جادة وموفقة لنقص في المكتبة العربية، ويشتمل محتوى الكتاب على شيء من فلسفة الوقت والتوقيت؛ لتشكل مدخلاً لمفهوم خصائص ومدلولات الليالي والأيام بدقائقها وأجزائها مع تناول بعض الجوانب المتعلقة بإجازة نهاية الأسبوع. وقع الكتاب في صفحات من القطع المتوسط، وبلغ عدد صفحاته مئتين وثلاثاً وخمسين صفحة، جاء في طبعته الأولى، تحدث الدكتور المشيقح في مقدمة كتابه عن إجازة نهاية الأسبوع واقتراح البعض باستبدالها بيومي الجمعة والسبت، كما طرح رؤيته عن العمل والعطلة في المملكة ومدى ارتباطهما بمواقيت دول العالم، ثم بين سبب تسمية كتابه بهذا الاسم. علل الدكتور إصدار كتابه لثلاثة أسباب حسب رأيه الأول: أن السبت يوم راحة وعطلة عند اليهود لزعمهم أن الله ارتاح في ذلك اليوم، فقضية السبت حسب رأي المؤلف عقدية ثقافية جغرافية تاريخية، الثاني: تفنيد الادعاء بأن المملكة تنقطع عن العالم أربعة أيام في الأسبوع مما سينجم عنه سلبيات وتأثيرات ضارة على الاقتصاد السعودي، الثالث: بيان الميزة النسبية لفوارق التوقيت في العالم. قسّم المشيقح الكتاب إلى ستة فصول، جاء الفصل الأول تحت عنوان»الوقت والتوقيت» وقسّم هذا الفصل إلى أربعة عناوين هي: الوقت وخصائصه وقياس الوقت ووسائل قياس الوقت والتوقيت، بينما جاء الفصل الثاني تحت عنوان»اليوم» وقسم هذا الفصل إلى أربعة عناوين هي: أوقات الحياة اليومية، واليوم، وأسماء الأيام واليوم في القرآن الكريم والسّنة وأوقات اليوم في القرآن والسّنة، في حين جاء الفصل الثالث تحت عنوان»الأسبوع» وقسّم هذا الفصل إلى خمسة عناوين هي: تسمية أيام الأسبوع وتسمية العرب لأيام الأسبوع ويوم الخميس ويوم الجمعة ،والجمعة يجب أن تحترم، بينما جاء الفصل الرابع تحت عنوان»السبت عند اليهود» وقسم هذا الفصل إلى أربعة عناوين هي: الاختيار والاختبار وشريعة السبت والأعمال المحرمة في السبت والنجمة السداسية، وخصص الفصل الخامس الذي عنونه ب «إجازة نهاية الأسبوع» وقسم هذا الفصل إلى ثلاثة عناوين هي: الإجازة في بلدان العالم وعطلة الأسبوع بين اليوم السابق واللاحق وعطلة يومين سيناريو مستقبلي، وختم الكتاب بالفصل السادس الذي جاء تحت عنوان»مبررات الإبقاء على الخميس والجمعة» والذي قسّمه إلى أربعة عناوين هي: نظام الإجازة الحالي والآثار المترتبة عليه، وعطلة الأسبوع والجغرافيا، والنمو والتطور الاقتصادي دعم لعدم التغيير، وثقافة المجتمع في العمل والإجازة، ومنشآت ذات نظام خاص.