نعم .. حضر ريكارد إلى المملكة كما حضر غيره من المدربين سابقا ممن أعلنوا الرحيل فمنهم من وفق ( نوعا ما ) مع الأخضر ، و آخرون فشلوا فشلا ذريعا ثم رحلوا بمبالغ فسخ عقودهم ، والبعض الآخر ساهمنا نحن في فشلهم بمعنى أنه كان بإمكانهم أن يقدموا لأخضرنا شيئا لكننا أفرطنا في النقد و ساهمنا في رحيلهم دون أن نعطيهم الفرصة حتى يقولوا كلمتهم. السؤال الآن : المدرب ريكارد سيكون من أي نوع من الأنواع الثلاثة ؟ و السؤال الآخر : هل بإمكاننا أن نعطي الفرصة لريكارد كي يعمل و لاننتظر منه نتائج بعد يوم أو يومين من استلام مهامه خاصة و أننا عرفنا بأننا نطالب المدربين بسرعة تحقيق النتائج سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات ؟ من الواضح أن ريكارد إنسان ذو شخصية قوية و لايرضى بالتدخل في عمله وكانت رسالة سمو الرئيس العام واضحة بعد التوقيع بأن ريكارد ستكون لديه الصلاحيات الكاملة للعمل في الأخضر ، ولكن العلة تكمن في النقاد والمحللين والإعلام الرياضي الذي لايتبع في كثير من الأحيان الطرق السليمة للنقد الهادف البناء ، بل يتبنى السعي المستمر للهدم والمطالبة برحيل المدرب مهما كان الثمن حتى لو كان الوقت غير مناسب. نعم للنقد الهادف ، و نعم لأن نعطي ريكارد الفرصة للعمل خاصة كما أن الأسماء التي سيدربها خلال هذه المرحلة مفروضة عليه و لم يقم باختيارها ولو قدر وجاء ريكارد منذ وقت مبكر و شاهد اللاعبين أجزم أنه لن يختار نصف من تم اختيارهم في معسكر الدمام الحالي ، إضافة إلى تأكيده أنه لايعرف عن الكرة السعودية شيئا مما يعني أنه يجب أن يشاهد و يراقب الفرق و من ثم يمكنه وضع خططه التي يريد العمل بها و التي تناسب الأخضر في مبارياته الآسيوية والتي هي هدفنا في هذه المرحلة. نجاح ريكارد في عمله مرهون بنا نحن من إعلاميين وجمهور ونقاد ومحللين ، فباب النقد مفتوح لكن لمن يفقه النقد الفني ، أما من يطالب برحيل المدربين فقط لاغير فسكوته من ذهب حتى و إن كان البعض غير مقتنع بالتعاقد مع ريكارد إلا أننا نكرر مقولة ( اعطاء الفرصة ) ولاغير والا فماالحاجة للتوقيع معه بتلك المبالغ الباهظة ؟ وكذلك لابد من مراقبة طريقة عمله خلال سنة كاملة و من ثم الحكم عليه بعد ذلك بعد أن يتعرف على لاعبينا و يشاهد مباريات المنافسات المحلية و المباريات الآسيوية لفرقنا ، و كم أتمنى من لجنة المنتخبات أن تعطي ريكارد الفرصة لمشاهدة اللاعبين في دوري الأولى و أن لاتقتصر متابعته على لاعبي فرق الممتاز لأن هضم حقوق المبدعين في الفرق الأولى سيدفع ثمنه المنتخب قبل كل شيء. نجاح ريكارد في عمله مرهون بنا نحن من إعلاميين وجمهور ونقاد ومحللين ، فباب النقد مفتوح لكن لمن يفقه النقد الفني ، أما من يطالب برحيل المدربين فقط لاغير فسكوته من ذهب ، و ليترك المجال لمن لديه الخبرة خاصة وأن مجال النقد ليس لكل من هب ودب.