طالب المدرب الوطني والمحلل في القناة الرياضية السعودية يوسف خميس المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم الهولندي فرانك ريكارد بمراجعة حساباته الفنية وخياراته بالنسبة للاعبين، إذ حمله مسؤولية تراجع «الأخضر» في الفترة الماضية، مؤكداً أن وضع المنتخب على الصعيد الفني غير مطمئن. وقال خميس ل«الحياة»: «حقيقة ومن دون أية مجاملة وضع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم من الناحية الفنية لا يسر ولا يمكن لنا أن ننتظر مستقبلاً جيداً بعد كارثة الخروج من تصفيات كأس العالم ونهائيات كأس آسيا والبطولة العربية من دون أي إنجاز، إذ إن المستوى الفني ما زال ينحدر منذ تلك الفترة، والضعف الذي يعيشه «الأخضر» في هذه المرحلة غير طبيعي»، وزاد: «كنا نعتقد انه بعد الفترة الماضية غير الجيدة أن الوضع سيتغير ولكن للأسف يبدو اننا لم نتعلم الدرس جيداً، فالمشكلة ليست الخسارة فقط ولكن لماذا لا تتوافق طموحاتنا مع الإمكانات على ارض الواقع، المنتخب الذي تابعناه امام اسبانيا لا يملك هوية فنية ولا تكتيكاً ولا انضباطاً وكم كنت اتمنى من ريكارد ان يكون منصفاً مع نفسه وتاريخه وان يدخل هذه المباراة بالتكتيك الفني الذي يضمن لنا على الأقل الظهور بشكل جيد، خصوصاً أننا نلعب امام اقوى وافضل منتخبات العالم». وتابع خميس معلقاً على الطريقة التي تعاطى بها ريكارد مع المباراة: «حتى في خياراته الفنية بالنسبة للاعبين من وجهة نظري لم يوفق فيها بدليل انه اختار لاعبين ممن لم تكن لهم مشاركات مع أنديتهم بشكل واضح في هذا الموسم وكان من المفترض ان يكون اختياره للاعب من خلال جاهزيته الفنية واللياقية وحضوره الذهني لأن مثل هذه المباريات الكبيرة تعكس سمعة بلد على المستوى الرياضي واتمنى بأن لا يفهم البعض انني ضد ريكارد، ولكن يعلم الله أن حديثي يأتي من منطلق غيرتي على منتخب بلادي، الذي كان في السابق احد أعمدة المنتخبات الآسيوية والكل يخشاه بفضل هيمنته ونتائج وتميز لاعبيه، واليوم على ريكارد ان يتحمل المسؤولية الكبرى، خصوصاً انه امضى وقتاً لا يعد قصيراً مع الفريق بعد ان تم التعاقد معه من المسؤولين»، وتابع خميس: «نحن لا نشكك اطلاقاً في خبرته وسعيه لإعادة الكرة السعودية إلى مكانها الصحيح لكن واقعنا الفني لم يتغير بل إننا افتقدنا الهيبة التي كان الجميع يعرفها عنا». وعن مباراة الغابون الودية الثانية: «يفترض ان يعطي الجهازين الفني والإداري وحتى اللاعبين كل مباراة وضعها وأهميتها حتى لو كانت ودية وان يقدم كل لاعب اقصى ما يملك وعلينا احترام المنتخبات كافة، التي تواجهنا ان لا نهابها فالفرق كبير بين الخوف وعدم الاحترام، المنتخب الغابوني يعتبر جيداً وتصنيفه على المستوى العالمي افضل من السعودية ولكنني أتمنى أن يكون لريكارد واللاعبين استفادوا من مباراة اسبانيا واستوعبوا الدرس جيداً من اجل تصحيح الأخطاء واتمنى ان نشاهد اداء فنياً مختلفاً عما كانوا عليه في الفترة الماضية». لكن خميس وعلى رغم انتقاده لريكارد إلا أنه يؤكد أن أي مدرب ومهما كان تاريخه يجب أن يكون مناسباً لتولي المنصب الموكل إليه بحسب قدراته في التعاطي مع الجوانب الفنية ويشرح: «قد يكون ريكارد افضل مدرب في العالم، ويكون التعاقد معه كاسم مكسب للكرة السعودية، لكن السؤال الأهم سيبقى مطروحاً هل هو المدرب المناسب للمرحلة الحالية، واتمنى ان لا تكون الكرة السعودية ضحية شرط جزائي باهظ ان كان ريكارد غير مناسب». وختم حديثه: «على ريكارد ان يحضر في معظم مباريات الدوري وان يكون متابعاً للاعبين ويسأل عن كل شاردة وواردة وهذه هي مهمته إن أراد النجاح».