يؤكد عدد من الجرحى السوريين الذين لجأوا إلى تركيا لتلقي العلاج أنهم تعرضوا لنيران جنود ايرانيين يشاركون في قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتعود الوقائع إلى 20 مايو خلال "أسبوع الحرية" الذي واجهته قوات الأمن بقمع شديد في مدينة إدلب شمال غرب سوريا. وروى مصطفى - وهو بائع معادن أصيب بالرصاص في ساقه اليسرى وذراعه اليمنى، ويعالج في احد مستشفيات انطاكيا جنوب تركيا -: "كنا نتظاهر الجمعة لدى الخروج من المسجد ونهتف شعارات مثل "ليسقط النظام" فقطعت قوات الأمن الطرق المؤدية الى المدينة وأطلقت النار علينا". ويقول: "كان هناك شرطيون باللباس المدني، ولكن كان هناك أيضا جنود ايرانيون" مضيفا :"رأيتهم بأم عيني، وكنا طلبنا منهم في اليوم السابق عدم مهاجمتنا لكنهم لا يتكلمون العربية". واوضح، "كانوا ملتحين في حين أن إطلاق اللحى ممنوع في الجيش السوري" مشيرا أيضا إلى أنهم يرتدون بزّات سوداء غير معروفة في سوريا. وأعطى أكرم (17 عاما) الطالب الذي يعالج في مستشفى آخر من انطاكيا الوصف نفسه ل"رجال باللباس الأسود" أطلقوا النار على سكان قريته القريبة من إدلب. وقال الطالب الذي أصيب برصاصة في ساقه اليسرى: "كانوا قناصة تحديدا، ولم يكونوا يتكلمون العربية. كما أنهم كانوا يحملون أسلحة من طراز لا نعرفه". وهو يرى أن هوية هؤلاء القناصة لا تترك مجالا للشك،"إنهم ايرانيون من الباسيج". وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت في نهاية مايو عن مسؤولين اميركيين لم تكشف هويتهم، أن ايران ترسل مدربين ومستشارين الى سوريا لمساعدة السلطات على قمع التظاهرات التي تهدد اكبر حليف لها في المنطقة. واكدت الصحيفة، أن إرسال المدربين والمستشارين الايرانيين يضاف الى المساعدة النظامية التي تقدمها طهران الى دمشق لا تقتصر على معدات مكافحة الشغب، بل اجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام بشار الأسد بملاحقة مستخدمي شبكتي فيسبوك وتويتر. واضافت: إن مراقبة أجهزة الكمبيوتر بفضل المساعدة الايرانية سمحت على ما يبدو بتوقيف مئات المعارضين في منازلهم في الأسابيع الأخيرة.