قالت مصادر عسكرية أوكرانية امس إن القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد يخوضون معركة شرسة. وأشارت المصادر إلى ورود تقارير عن استخدام الطرفين الدبابات في المعركة لكن لم يتسن التأكد من صحة هذه المعلومات على الفور. وقال مسؤول عسكري إن القتال العنيف اندلع الساعة الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي بالقرب من بلدة كراسني ليمان التي سيطرت عليها القوات الحكومية منذ بداية هذا الشهر. وأضاف ان الانفصاليين في المنطقة حاولوا على ما يبدو اختراق طوق عسكري للقوات الحكومية. وقال المصدر "هناك معركة كبيرة تدور في الوقت الحالي وهي تفوق في شدتها ومجالها المعارك السابقة". وقال دميترو تيمشوك -وهو محلل عسكري يملك مصادر مطلعة في الجيش: إن القتال بدأ عندما رفض الانفصاليون إلقاء سلاحهم في اطار خطة سلام وضعها الرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروشينكو. وقال المصدر العسكري إن حوالي أربعة آلاف مقاتل من الانفصاليين يشاركون في المعركة، مضيفا ان الجانبين يستخدمان أيضا آليات مدرعة ربما تكون دبابات. وقال المتحدث باسم القوات الحكومية فلاديسلاف سلزنيوف إن "العملية العسكرية ضد الإرهاب مستمرة وهناك معركة تجري في الوقت الحالي". وأكد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو تطلعه للمزيد من دعم الاتحاد الأوروبي لبلاده في سبيل التغلب على الأزمة السياسية والاقتصادية الحادة في بلاده. وقال بوروشينكو خلال لقائه بالمفوض الأوروبي لشؤون التوسعة، شتيفان فوله، امس في كييف إن الاتحاد الأوروبي يحمل على عاتقه مسؤولية أساسية في حل النزاع في أوكرانيا. وتناول الجانبان خلال محادثاتهما الهدنة الأحادية الجانب مع الانفصالين في شرق أوكرانيا الموالين لروسيا و التي أعلن عنها الرئيس الأوكراني وذلك حسبما ذكرت وسائل إعلام أوكرانية امس الخميس. كما التقى فوله برئيس مجلس الأمن الأوكراني أندريه باروبيه لمناقشة الأمر نفسه. وكان بوروشينكو قد اقترح هذه الهدنة أمس ولكنه لم يحدد موعدا لبدء تنفيذها. وقال المبعوث الخاص لبوروشينكو لشؤون مناطق شرق أوكرانيا إن الرئيس سيجري اليوم الخميس مفاوضات مع ممثلين عن هذه المناطق من بينهم رجال أعمال وسياسيون وأكد أن هذا الوفد لن يضم مندوبين عن الجماعات المسلحة. وفي السياق، يبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذين يجتمعون في لوكسمبورغ الاثنين المقبل اقتراحًا لإرسال خبراء في قطاع الأمن إلى أوكرانيا ونشر بعثة أمنية هناك. وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل إن قسم العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي وضع إطارًا لنشر البعثة ضمن ما يسمى بمفهوم إدارة الأزمات. وتخطط دول الاتحاد الأوروبي إلى إرسال عناصر من الشرطة المدنية وخبراء في قطاع الأمن للمساعدة في إصلاح هياكل وزارة الداخلية في أوكرانيا. وسيعمل الخبراء الأوروبيون مع المسؤولين في كييف على تقديم المشورة الإستراتيجية لإعادة تنظيم وهيكلة الأجهزة الأمنية بشكل يسمح لها بالتعافي لأداء مهامها ضمن آلية من الرقابة. وقال المصدر الأوروبي: "إن الإصلاحات ستتمثل في تعزيز احترام حقوق الإنسان والمساءلة الديمقراطية لكن من دون دور تنفيذي أوروبي على الأرض". وأوضح أن مخطط الاتحاد الأوروبي لا يقترح إصلاح أجهزة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لكنه بيّن أن خبراء من الاتحاد الأوروبي سيقدمون مساعدة إلى الشرطة والجيش في أوكرانيا على تقاسم المعلومات الاستخباراتية والمساعدة على المستوى التشغيلي. ومن المقرر أن يحد الاتحاد الأوروبي فترة نشر البعثة الأمنية في أوكرانيا بعامين وعلى صعيد آخر يخطط زعماء الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا لتوقيع معاهدة للتجارة في بروكسل الأسبوع القادم وستتيح المعاهدة إرساء منطقة تبادل حرة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي ودون أن تتأثر علاقتها مع روسيا. واجتمع سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لاعتماد قرار رسمي للتوقيع على هذه المعاهدة والتي يتوقع أن يوفق عليها وزراء الخارجية الأوروبيين مطلع الأسبوع المقبل في لكسمبورغ رغم استمرار بعض التحفظات من جانب اسبانيا الراغبة في الحصول على عدد من الضمانات الإضافية.