الحمدلله الذي جعل صدق الحديث أمانة، والأمانة وقاية، ومحك الاختبار.. بطبع الحال، القلم يحب المجاز عن مكنونه وكينونيته.. والمجاز محور التأويل، والتأويل سلم الخيال، والخيال بداية الرؤية، والرؤية بداية كل خطة مدروسة. فإذا ما كان للأقلام والألباب الواعية دور وأثر.. فليهجُها الحاضر بإدراكه.. خير لها من السكوت، والتغافل عما يحدث بيننا في الوسط المحيط..! رسائل (وتسابية) تنبئ عن وفاة مجموعة من الشباب بحادثٍ مروعٍ ممزوجٍ بمقطعٍ مصور، يذيب الثكلى بعد ختام امتحانهم السنوي، ونهاية المطاف إشاعة..! كروت دعوة منتشرة بيننا لحضور مأدبة، لشخصية اجتماعية مرموقة.. تخبرك بالمكان والزمان.. وختامها إشاعة..! خبر مكذوب بالتهويل والتنكيل، وبأسماء معارة ومستعارة.. دون استحياء واعتذار.. وآخرها إشاعة..! إشاعة، وإشاعة، وإشاعة.. فسلامي على تلك الإشاعة، التي باتت تدير شؤوننا لمصالح غيرنا..! إذن، الإشاعة كانت نائمة على وسادة التغافل، والسؤال هُنا من أيقظها، ولمصلحة من..؟! هل كل ما يصلنا عبر وسائل الاتصال الحديث، يُرسل دون قراءة واعية، ودراية كافية؛ باسم نحن هنا، وعلى تواصل معكم..؟! وهل مشاعر ذوي القُربى أصبحت بيننا نكرة؛ من أم موجوعة، وزوجة منهكة، ووالد أثقله الشيب والمشيب، ليظل صبره بالتحسب هالة يمشي بها بين الأنام..! وهل تلو هل تُصبر الأطفال عن الترحال، ونظرات الأعين أصبح غاية..؟! فضع نفسك يا أنا وأنت منها وفيها؛ لنتجرع طعم تلك الإشاعة..! ختاماً، وقبل أن يرحل القلم، تذكر كلماتي هذه، علني ألامس، وتلامس طيات المعنى والحقيقة.. إذا خلا النص من العيوب ماذا تبقى للقارئ والناقد..؟! حالة الإعجاب تولد قناعة عمياء..! عَبِر بما يحلو لك فالشخصية لا تأتي إلا بالتجارب.. انحناءة بحجمك يا سليل الأطايب الأكارم.