لا يبدو ذلك.. فمؤشرات التعافي ما زالت تتحرّك على مستويات منخفضة وضعيفة وبطيئة وقابلة للانتكاسات، وعندما نُصدَم بعقلية الإقصاء والسبّ والقذف في عصر تقنية النانو ودراسات الفضاء والعلوم المستقبلية، لا نملك إلا أن نتذكر بعض العقول المتحجّرة، أتساءل: لماذا العالم العربي فقط هو من يعيش حالة الاحتقان والتوتر، الكوارث والموت، عدم الاستقرار والخوف، امتهان الحقوق والتهميش وإقصاء الآخر عندما لا يتوافق مع رأيك ..! هل نحتفظ بجينات مختلفة في تركيبتنا العقلية؟ وهل عقولنا في العالم العربي بلغت درجة من الكمال لتحتكر كل جميل في الدنيا؟ هذه الأسئلة وغيرها اجزم بأنها تدور في فضاء عقل كل عربي ينظر إلى الأحداث والأزمات نظرة محايدة وما آلت إليه الامور من فوضى حقيقية في الفتوى وتمييع الحقوق وضبابية النظرة لها، وقضية المرأة الشبيهة بقضية الشرق الأوسط، أصبح الحديث عن المرأة وحقوقها ومطالبها أكثر المواضيع سخونة، فالكل يدلي بدلوه بدافع ما، بعضهم بدافع الاقتناع، والبعض الآخر باسم تطبيق الدين، وبعضهم بنية سليمة لتطبيق قواعد متحضرة وإنسانية، غير من يرغب في إبراز ذاته واستغلال بريق اسم المرأة، ومعرفته بحساسيته للمجتمع من اجل أن يثبت وجوده وحضوره، القليل من يتحدث عن المرأة بطريقة دقيقة وموضوعية وعادلة. أتساءل: لماذا العالم العربي فقط هو من يعيش حالة الاحتقان والتوتر، الكوارث والموت، عدم الاستقرار والخوف، امتهان الحقوق والتهميش وإقصاء الآخر عندما لا يتوافق مع رأيك ..؟! والزمن توقف بنا بلا حراك نحو الأمام باختيار قوانين لا تناسب تطوّرات العصر، نحتاج إلى معرفة حقيقية بالقوانين التي تخصّ الإنسان وليس المرأة فقط، فالإنسان يأتي تحت مظلته (المرأة، الرجل، المسِنّ، المسِنّة، الطفل، المريض، العمالة التي تعمل لدينا) القضية هنا ليست قضية حقوق امرأة بقدر ما هي قضية حقوق إنسان، فالكرامة الإنسانية هي مطلب بدائي وقديم قِدم الإنسان نفسه، وانشغالنا بقضايا ثانوية ونشغل الرأي العام بها لهو كارثة تدلُّ على سطحية عقول من يتداولونها. هناك مسائل مهمة يجب طرحها وإيجاد حلول لمعضلات المستقبل، هناك نقاط مهمة يُفترض طرحها للبحث والدراسة والجدل لتكون عنصراً ضاغطاً للتغيير بالإضافة إلى أن هناك قضايا تشكّل تقسيماً عمودياً وأفقياً يمزّق النسيج الاجتماعي، وتذهب به إلى مفترقات طرق لا لقاء فيها لأبناء الوطن الواحد.