من دون ضجيج أو ضغوط، يدخل منتخب الامارات لكرة القدم الثلاثاء منافسات كأس اسيا الخامسة عشرة في الدوحة بلقاء غامض مع نظيره الكوري الشمالي ضمن منافسات المجموعة الرابعة. ويلتقي العراق حامل اللقب مع ايران في المجموعة ذاتها. يسعى "الابيض" الاماراتي الى اجتياز حاجز "تشوليما"، وهو لقب المنتخب الكوري الشمالي نسبة الى حصان خرافي مجنح يرمز الى القوة والسرعة في كوريا الشمالية. الفوز على كوريا الشمالية في المحطة الاولى يسهل مهمة الاماراتيين كثيرا في المواجهتين الصعبتين امام العراق وايران. يمتاز منتخب الامارات هذه المرة بمواهب فرضت قدراتها في الفترة الاخيرة، خصوصا الشباب منهم الذين حصدوا نتائج باهرة في صعيد منتخب الشباب والمنتخب الاولمبي، فشكلوا اضافة مهمة جدا الى لاعبي الخبرة الذين خاضوا غمار دورة كأس الخليج في اليمن وبلغوا فيها نصف النهائي. منتخب الامارات يتطلع الى تجاوز الاخفاقات الاخيرة اسيويا ومن ثم التحضير جيدا الى حضور قوي في تصفيات كأس العالم املا في التأهل الى مونديال البرازيل عام 2014 لتكرار انجاز لم يغب عن الذاكرة حين قاد جيل موهوب يتقدمه عدنان الطلياني المنتخب الى مونديال ايطاليا عام 1990. تألقت الامارات بشكل لافت في كأس اسيا خلال فترة التسعينات عندما حلت ثالثة في نسخة عام 1992 في هيروشيما قبل ان تشهد تراجعا مخيفا في النسخ التالية. ولم تحقق الامارات سوى فوز واحد كان على قطر 2-1 في آخر ست مباريات لها في البطولة. المنتخب الكوري الشمالي الذي انتزع بطاقته مباشرة الى نهائيات مونديال 2010 في جنوب افريقيا على حساب نظيره السعودي، ليخوض غمار النهائيات للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1966. يمتاز الكوريون الشماليون بحسن التنظيم والتكتل الدفاعي الذي ظهر جليا امام منتخب البرازيل حامل الرقم القياسي بخمسة القاب في كأس العالم حين حافظوا على نظافة شباكهم في الشوط الاول قبل ان يتلقوا هدفين في الثاني، ثم قلصوا الفارق قبيل صافرة النهاية. التنظيم الدفاعي للكوريين الشماليين امام البرازيليين انهار تماما امام منتخب البرتغال الذي دك شباكهم بسبعة اهداف نظيفة، قبل ان تكشف ساحل العاج مستواهم الحقيقية بثلاثية في المباراة الاخيرة. تشارك كوريا الشمالية في النهائيات الاسيوية للمرة الثالثة، فقد بلغت ربع النهائي في الكويت عام 1980 قبل ان تحل رابعة، ثم خرجت من الدور الاول في اليابان عام 1992.
الإمارات وكوريا الشمالية في سطور ستقام المباراة باستاد نادي قطر في الدوحة . تصدرت الإمارات مجموعتها في التصفيات على حساب أوزبكستان وماليزيا بينما تأهلت كوريا الشمالية بوصفها بطل كأس التحدي الآسيوي 2010. بدأ الفريقان المشاركة في كأس آسيا عام 1980 حين احتلت كوريا الشمالية المركز الرابع بينما خرجت الإمارات من دور المجموعات. لم تحرز الإمارات ولا كوريا الشمالية لقب كأس آسيا من قبل لكن الإمارات اقتربت من منصة التتويج بوصولها للمباراة النهائية في المرة الوحيدة التي استضافت فيها البطولة على أرضها عام 1996. اكتفت الإمارات التي وصلت للدور قبل النهائي في كأس آسيا باليمن في نهاية العام الماضي بخوض مباراتين وديتين فقط قبل البطولة فهزمت سوريا بهدفين مقابل لا شيء وتعادلت مع استراليا بدون أهداف الأسبوع الماضي. ولعبت كوريا الشمالية التي حضرت إلى الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة من العام الماضي أربع مباريات اثنتان منها ضد الكويت وخسرت مرة وتعادلت أخرى قبل أن تهزم قطر والبحرين بهدف نظيف في كل مرة. وسيدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش الإمارات في البطولة بعدما خلف الفرنسي دومينيك باتينيه في يونيو حزيران الماضي. وستخوض كوريا الشمالية البطولة تحت قيادة المدرب جو تونج سوب الذي خلف كيم يونج هون في تدريب الفريق عقب الخروج المهين بثلاث هزائم في نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا. تأهلت كوريا الشمالية مرتين لكأس العالم عامي 1966 و2010 مقابل مرة واحدة للإمارات عام 1990. التقت الإمارات وكوريا الشمالية مرتين في تصفيات كأس العالم 2010 وكان الفوز في المرتين من نصيب الكوريين (2-1 في الإمارات و2-صفر في كوريا الشمالية). ستكون هذه هي ثاني مواجهة بين الفريقين في نهائيات كأس آسيا بعد فوز الإمارات 2-1 في دور المجموعات في نهائيات اليابان في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني 1992.