من دون ضجيج أو ضغوط، يدخل منتخب الإمارات مساء اليوم منافسات كأس آسيا القائمة في الدوحة، بلقاء غامض يجمعه مع نظيره الكوري الشمالي ضمن منافسات المجموعة الرابعة، إذ يسعى «الأبيض» الإماراتي إلى اجتياز حاجز «تشوليما»، وهو لقب المنتخب الكوري الشمالي نسبة إلى حصان خرافي مجنح يرمز إلى القوة والسرعة في كوريا الشمالية. والفوز على كوريا الشمالية في المحطة الأولى يسهل مهمة الإماراتيين كثيراً في المواجهتين الصعبتين أمام العراق وإيران، لكن المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش يدرك أن فريقه وقع في مجموعة قوية، وأن عليه فرض إيقاع عالي المستوى إذا ما أراد حجز إحدى بطاقتي المجموعة إلى ربع النهائي. ويمتاز منتخب الإمارات هذه المرة بمواهب فرضت قدراتها في الفترة الأخيرة، خصوصاً الشبان منهم الذين حصدوا نتائج باهرة أخيراً مع منتخبي الشباب والأولمبي، فشكلوا إضافة مهمة جداً إلى لاعبي الخبرة الذين خاضوا غمار كأس الخليج في اليمن وبلغوا فيها نصف النهائي، ويتطلع منتخب الإمارات لتجاوز الإخفاقات الأخيرة آسيوياً، وسبق للإمارات أن تألقت بشكل لافت في كأس آسيا خلال فترة التسعينات، عندما حلّت ثالثة في نسخة عام 1992 في هيروشيما بخسارتها أمام الصين بركلات الترجيح بأربعة أهداف في مقابل ثلاثة (الوقتان الأصلي والإضافي تعادلا بهدف لمثله)، وثانية في عام 1996 في أبوظبي بخسارتها أمام السعودية في النهائي بركلات الترجيح أيضاً بأربعة أهداف في مقابل هدفين (الوقتان الأصلي والإضافي تعادلا سلبياً)، قبل أن تشهد تراجعاً مخيفاً في النسخ التالية. أما في الجانب الآخر، فيأتي المنتخب الكوري الشمالي الذي انتزع بطاقته مباشرة إلى نهائيات مونديال 2010 في جنوب أفريقيا على حساب نظيره السعودي، ليخوض غمار النهائيات للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1966، محملاً بذلك النجاح، إذ يمتاز الكوريون الشماليون بحسن التنظيم والتكتّل الدفاعي الذي ظهر جلياً أمام منتخب البرازيل، حين حافظوا على نظافة شباكهم في الشوط الأول، قبل أن يتلقوا هدفين في الثاني، ثم قلّصوا الفارق قبيل صافرة النهاية، والتنظيم الدفاعي للكوريين الشماليين أمام البرازيليين انهار تماماً أمام منتخب البرتغال الذي دك شباكهم بسبعة أهداف نظيفة، قبل أن يكشف منتخب ساحل العاج مستواهم الحقيقي بثلاثية في المباراة الأخيرة. وتشارك كوريا الشمالية في النهائيات الآسيوية للمرة الثالثة، إذ بلغت ربع النهائي في الكويت عام 1980 وحلّت رابعة، ثم خرجت من الدور الأول في اليابان عام 1992، وتضم التشكيلة الحالية مزيجاً من لاعبين ولدوا في كوريا الشمالية وآخرين في اليابان، أمثال آن يونغ هاك (لاعب أوميا أردييا الياباني)، الذي يبرز في التشكيلة الكورية الشمالية، واللاعبين ريانغ يونغ جي (فيغاليتا سانداي الياباني)، وقائد المنتخب هونغ يونغ جو (روستوف الروسي)، في حين انتقل جونغ تاي سي من كاوازاكي فرونتال الياباني إلى بوخوم الألماني عقب مونديال 2010.