لا ألوم الشعراء المعروفين اصحاب التجارب الشعرية الثرية في الابتعاد عن مواجهة التصريحات الاستفزازية التي تصدر من بعض الشعراء الشباب الذين يبحثون من خلالها عن الانتشار من خلال التعرّض لمن سبقهم خبرة وتجربة، بل أقف في صفهم وأؤيدهم على هذا التجاهل لمن لم يحترم تجربتهم وتاريخهم الشعري، فهذا أقل ما يمكن أن يقوموا به مع شعراء المسابقات و”المسجات” وأنا هنا لا أعني كل الشعراء المعروفين بل البعض منهم ممن استطاع أن يحافظ على مكانته الشعرية ولم يجرفه التيار. الخطأ مشترك بين الشعراء الشباب وهؤلاء الإعلاميين الذين يفاجأون برفض الشعراء المعروفين الرد او حتى التعليق على مثل تلك التصريحات الاستفزازية. هذه التصريحات التي تقابل حقيقة بكثير من الاستهجان من قبل رواد ومتابعي الساحة وهم الذين استغربوها في البداية قبل ان يتعوّدوا عليها لاحقاً. مشكلة هؤلاء الشباب انهم وجدوا بعض الإعلاميين الذين لا يرفضون نشر مثل تلك التصريحات والآراء بحثاً عن الاثارة التي يعتقدون انها لا تأتي الا بالتطرّق للأسماء الشعرية المعروفة ومحاولة استدراجهم للخوض في أحاديث صحفية لا داعي لها لاستغلال شهرتهم وجماهيريتهم. وهذا الامر يوضح ان الخطأ مشترك بين الشعراء الشباب وهؤلاء الإعلاميين الذين يفاجأون برفض الشعراء المعروفين الرد او حتى التعليق على مثل تلك التصريحات الاستفزازية مما يسبب لهم صدمة ويجعلهم يتعللون بأن هذا هو الاعلام والمجال مفتوح للجميع في تجاهل واضح لحجم التجربة والخبرة وتعمد أكثر وضوحاً لكل ما يصدر من اساءات غير مقبولة ابدا والتي يظهر أن المبرر الوحيد لها هو البحث عن الشهرة من قبل صحفيين يعتقدون ان ما يقومون به هو تفرد صحفي سوف يحقق لهم التميّز .. وشعراء شباب يعتقدون ان الشهرة تأتي من خلال محاولاتهم أن يضعوا أنفسهم في مساواة بمن سبقهم خبرة وتجربة. لهؤلاء نقول: توقفوا عن ذلك فما هكذا تورد الإبل، فالشعراء الكبار لهم احترامهم وتقديرهم ومن غير اللائق أن يتم التهجّم عليهم أو حتى الحديث عنهم بطريقة لا تعكس أبداً الاحترام والتقدير الذين يجب أن يحظوا به. [email protected]