استمعت بالصدفة إلى حوار إذاعي مع شخص من المفترض وحسب ما قدمه المذيع أن يكون شاعرا معروفا وله اسمه ومكانته الجيدة بين الشعراء، استمعت إلى مقدمة أعطتني انطباعاً بأن هذا الشاعر لن يخرج عن أحد الأسماء المعروفة في ساحتنا، ولم أتصور أن أفاجأ باسم جديد على أنا شخصيا لأول مرة أسمع به، رغم تواجدي لسنوات طويلة في الساحة وتعاملي مع اغلب شعرائها ونقادها سواء المبدعين أو حتى اصحاب المستويات العادية. ماذا تركت صفة «شاعر» لكل من هبّ ودبّ تعطى لمن يريد دون حسيب أو رقيب وبهذا الشكللم يقصر المذيع في المقدمة فقد وصف هذا الشاعر بأوصاف يصعب حصرها وجعل منه في دقائق النجم الذي لا يشق له غبار فهو الذي يستطيع تطويع المفردة وكتابة أعذب وأجمل الكلمات والقصائد، حتى عندما بدأ الضيف بالإجابة على أسئلة المذيع خيّل إليّ أن من يجاوب هو أحد الشعراء الذين لهم سنوات طويلة ورصيد كبير وتاريخ لا يستطيع أحد أن ينكره من خلال طريقته وهدوئه وثقته وكأنه الشاعر الوحيد في هذا الزمان!!، قلت في نفسي لعلني أنا المخطئ وهذا الشاعر معروف ومتمكن وإلا لما وصل إلى البرنامج الذي من المفترض أن يبحث عمن يخدمه إعلاميا ويلبي طلبات المستمعين، فواصلت الاستماع للحوار وسط دهشتني من طريقة الشاعر في الحديث وقصائده العاديه جدا جدا بل والركيكه، بعد ذلك رحب المذيع بالضيوف الموجودين بالاستوديو وهم أصدقاء الشاعر الصحفي فلان والإعلامي فلان وغيرهم الذين وحسب وصف المذيع حرصوا على الحضور للوقوف مع الضيف والشد من أزره!!. بعد هذه العبارة أتضح لي الكثير، هذا الشاب شاعر مبتدئ لم يصل بعد للمكانة التي تؤهله للظهور في مثل هذه البرامج، أو حتى الاستماع إلى جميع ما يكتب من قصائد التي تعاني أغلبها وليست في المستوى المأمول ولكنه حضر بناءٍ على توصية من أصدقائه الصحفيين بحكم العلاقة التي تربطه بهم. وهذا الأمر يدفعنا للتساؤل لماذا تركت صفة «شاعر» لكل من هبّ ودبّ تعطى لمن يريد دون حسيب أو رقيب وبهذا الشكل، كنت سأذكر اسم البرنامج ولكن بصراحة هذا المكان أكبر من أن يذكر فيه من لا يحترم الشعر وأهله من خلال إظهار المبتدئين بأنهم عمالقة ومحاولة خداع الجمهور الذي من المؤكد أنه يفهم اللعبة ويعرف جيداً كيف يميّز الشاعر الحقيقي. [email protected]