لأنها حوارات صحفية والثقافة شبه معدومة، يقع الكثير من الشعراء المعروفين في مأزق الإجابة على أي سؤال يوجه لهم، فيبدأون في البحث عن كلمات تهريجية لإضحاك المتلقي وإيهام الآخرين بأنهم غير مبالين لأنهم أكبر من السؤال المطروح، مما يجعلهم في موقف محرج بعد ذلك يتضح معه الفرق الكبير بين الشاعر المثقف والشاعر غير المثقف، فهناك شعراء يمتلكون الموهبة الشعرية الكبيرة وظهرت لهم قصائد لا تنسى، البعض من أبياتها أصبحت حكما وأمثالا تترد بين الناس الأمر الذي دفعهم لنيل شهرة هم يستحقونها بالفعل، فالموهبة هي الأساس ولا شك في ذلك، ولكن سرعان ما يصدم المتلقي حين يقرأ حواراً لشاعره المفضل فيه الكثير من السقطات غير المبررة، والأسلوب البدائي في الحوار والكلمات غير المقبولة، والتحديات التي لا داع لها والتي تظهر طريقة تفكير هذا الشاعر الذي أراد أن يخفي عن القراء قلّة ثقافته فوقع في شر أعماله، المشكلة الأكبر ليست في الحوارات الصحفية بل في اللقاءات التي تظهر على الهواء مباشرة والتي أظهرت بعض الشعراء بمظهر غير لائق أبداًكما أن هناك منهم من يبحث عن الأحاديث التي تخلف وراءها الكثير من الآراء المعارضة ونجده “يطير من الفرحة” عندما يبدأ الآخرون في تناقل ما قاله بعد حوار ما، معتقدا أن هذا هو النجاح الذي يبقيه لأطول فترة ممكنة في ذهن المتلقي ومتجاهلاً الطريقة غير الصحيحة التي قام بها من أجل ذلك. المشكلة الأكبر ليست في الحوارات الصحفية بل في اللقاءات التي تظهر على الهواء مباشرة والتي أظهرت بعض الشعراء بمظهر غير لائق أبداً، قليل منهم يفهم السؤال المطروح ويستطيع الإجابة عليه بينما الآخرون عكس ذلك وهذا للأسف ما يحدث، فعندما يقوم أحدهم بعمل حوار نجده يبحث عن الكلمات الشعبية الرنانة والتي ربما لا علاقة لها بالسؤال لا من قريب ولا من بعيد ويظهر نفسه وكأنه بطل ويتحدى الجميع وان لا أحد أفضل منه، في الوقت الذي كان من المفترض أن يظهر كأديب وشاعر يملك الفكر والثقافة التي تؤهله للظهور وأن يظهر الصورة الحسنة للشعر والشعراء. أتمنى لو يبتعد أمثال هؤلاء عن اللقاءات التي تعريهم أكثر مما تخدمهم فهم مازالوا يسيئون للشعر والشعراء عامدين متعمدين من خلال ظهورهم الإعلامي غير الموفق ابداً. [email protected]