دخلت مصر في صمت انتخابي ل48 ساعة، قبيل بدء معركة كسر العظام الانتخابية بين مرشحي الرئاسة المصرية عبدالفتاح السيسي، وحمدين صباحي، يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، وسط ترقب محموم، ليس لنتائج الاقتراع، التي يرى كثيرون أنها شبه محسومة لصالح «المشير» الرجل القوي في مصر، بالتزامن مع مخاوف متزايدة من عنف متوقع في أي لحظة من قبل جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها في الشارع، رغم تطمينات وزارتي الداخلية والدفاع، اللتين حشدتا بشكل غير مسبوق، قرابة نصف المليون من عناصرهما لتأمين يومي الاقتراع. إضافة إلى طلعات مسح جوية، بطائرات عسكرية وشرطية، لاستطلاع الأوضاع الأمنية، ومواجهة أي طارئ، فيما قرر مجلس الوزراء إلغاء قرارات العفو التي أصدرها الرئيس المعزول محمد مرسي. يوم أخير واختتم المرشحان اليوم الأخير للنشاط الدعائي، بشكل مختلف، كان التركيز فيه للمرشح عبدالفتاح السياسي بلقاء تليفزيوني مع 5 قنوات فضائية قبل بدء فترة الصمت بثلاث ساعات، بينما اكتفى منافسه حمدين صباحي بلقاء الليلة قبل الماضية على الهواء في إحدى الفضائيات، أتبعه ببضع لقاءات عادية مع مؤيديه ومناصريه. وبدأت عناصر من الشرطة والجيش، والقوات الخاصة، منذ مساء أمس، الجمعة، استلام المقرات الانتخابية فعليًا، والبالغ عددها 13900 مقر انتخابي بجميع أنحاء البلاد، وتأمينها بشكل شبه كامل، بفرض «حرم انتخابي» يقدر ب200 متر، بمحيط كل لجنة، يحظر تمامًا الاقتراب منها لغير المقترعين. 400 ألف وبينما كشفت الداخلية المصرية عن حشد 220 ألفًا من عناصرها، أعلنت القوات المسلحة وضع قرابة 182 ألفًا من جنودها وضباطها لتأمين الانتخابات وفق أوامر وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي. ليقترب عدد عناصر الأمن والجيش إلى قرابة 400 ألف من كافة الشرائح. وذكر بيان للقوات المسلحة أنها اتخذت كافة الترتيبات والإجراءات المرتبطة بمعاونة وزارة الداخلية في تنظيم أعمال التأمين وتوفير المناخ الآمن لحوالي 54 مليونًا مسجلين في قاعدة بيانات التصويت، للإدلاء بأصواتهم داخل 25343 لجنة عامة وفرعية ومقر انتخابي علي مدار يومي 26 و27 مايو الجاري لاختيار رئيس جديد، كثاني استحقاقات خارطة المستقبل. وأكد البيان على الإخلاء الطبي للحالات الحرجة باستخدام الإسعاف الطائر مع اتخاذ كافة الترتيبات لمراقبة وتأمين العملية الانتخابية بكافة المحافظات بطائرات المراقبة الأمنية والتصوير الجوي وسيارات البث المباشر، لنقل صورة حية للأحداث والإبلاغ الفوري عن أي أعمال تعرقل سير العملية الانتخابية إلى مركز العمليات الرئيسي للقوات المسلحة والمراكز الفرعية بالمحافظات وبالجيوش الميدانية والمناطق العسكرية لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها. وافق مجلس الوزراء المصري، في اجتماعه الخميس، على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن إلغاء بعض القرارات الصادرة من رئيس الجمهورية السابق، محمد مرسي، بالعفو عن العقوبة أو تخفيفها خلال المدة من يونيو 2012 (موعد تسلمه الرئاسة) حتى عزله في ثورة شعبية في 3 يوليو 2013 لن يترشح من جهته أعلن المرشح الرئاسي حمدين صباحي أنه لن يفكر في الترشح للرئاسة مرة أخرى في حال عدم فوزه بالانتخابات القادمة، وقال الليلة قبل الماضية: إنه سيحقق برنامجه الانتخابي من خلال موقعه في المعارضة. نافيًا ما نسبته إليه إحدى الصحف الرسمية الخميس من أنه سيقبل بمنصب رئيس الوزراء إذا خسر الرئاسة، قائلًا: «أنا لم أقبل تعيينًا من أحد»، مضيفًا «هناك انتخابات برلمانية ومحلية يمكن المشاركة بها من خلال الجبهة أو التآلف الوطني». وأشار صباحي إلى تقديره لعدم تزوير الانتخابات، مضيفًا أن أجهزة الدولة لم تكن محايدة بشكل كامل، وقال: «دخلت الانتخابات وأنا على علم بذلك». مقللًا في نفس الوقت من أن نتائج التصويت بالخارج «مؤشرًا لتصويت المصريين بالداخل». وتعليقًا على مقالات الهجوم عليه في الصحف، قال بأسى: «يحزنني أن من يهاجمونني في الصحف الآن أكلوا معي عيشًا وملحًا»، وأضاف «تعرضت لظلم شديد ليس له أساس من الصحة، ولم أصرح بأنني سأحاكم المشير عبدالفتاح السيسي». وعن عدم مواجهة منافسه السيسي في مؤتمرات جماهيرية مثله، استطرد: «ألتمس العذر للمرشح المنافس وأقدر حقه في عدم مشاركته في المؤتمرات الجماهيرية بسبب الظروف الأمنية». إلغاء عفو «مرسي» من جهة أخرى، وكما انفردت (اليوم) في عدد سابق الأسبوع الماضي وافق مجلس الوزراء المصري في اجتماعه الخميس على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن إلغاء بعض القرارات الصادرة من رئيس الجمهورية السابق محمد مرسي بالعفو عن العقوبة أو تخفيفها خلال المدة من يونيو 2012 (موعد تسلمه الرئاسة) حتى عزله في ثورة شعبية في 3 يوليو 2013. وقال بيان للمجلس: إن قرار الإلغاء، جاء بعد دراسة مستفيضة كشفت عن صدور بعض قرارات العفو لأشخاص نسب إليهم ارتكاب جرائم تمس صالح وأمن الوطن والمواطنين، كما ثبت أن بعض المستفيدين من تلك القرارات عاودوا ارتكاب جرائم من تلك التى كانوا قد ارتكبوها فى السابق، الأمر الذى يمس الأمن مما استلزم إلغاء تلك القرارات بما يحقق متطلبات أمن المجتمع. من جهة أخرى، علمت (اليوم) أن القائمة التي عفا بموجبها مرسي، عن إرهابيين وتكفيريين، تضم 18 من العناصر الخطرة، المحكوم عليها بالإعدام والمؤبد، في تفجيرات طابا والعريش والأزهر، وكذلك 27 آخرين، عفا عنهم مرسي، ومنهم 9 من قيادات جماعة الإخوان، بينهم يوسف ندا المفوض السابق للعلاقات الدولية بالجماعة، وإبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان، كذلك القياديين وجدي غنيم، وأشرف عبدالغفار، وإبراهيم الزيات، وعلى غالب همت القيادي الإخواني السوري، ويوسف توفيق المتعايش الشهير بتوفيق الواعي القيادي بالتنظيم الدولي. مقتل المنيعي ميدانيًا تلقى تنظيم بيت المقدس الإرهابي، ضربة موجعة بمقتل زعيمه شادي المنيعي وثلاثة تكفيريين آخرين، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، على يد القوات الخاصة المصرية. وكشف مصدر أمني سيادي أن المنيعي، استهدف وهو يستقل سيارة قرب جبل المغارة بمنطقة الحسنة في وسط سيناء، بينما كان يعتزم تفجير خط الغاز المصري المتجه للأردن.