تعهد الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر بشن سلسلة عمليات عسكرية «لطرد كل الإرهابيين المسحلين» من ليبيا، فيما تترقب بنغازي معركة «الكرامة» -التي قد تندلع اليوم بين كتائب الثورة وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر- بدت أسواق وشوارع المدينة شبه خالية، وتواصلت جهود سياسية داخلية للتوصل لتهدئة. وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتدبرس، قال حفتر: إنه لا يسعى إلى السلطة بل إلى أن يكون لليبيا «قيادة مختارة في انتخابات ديمقراطية». واعتبر أن وجود جيش قوي سيكون «صمام أمان ضد الزعماء الفاسدين». وقال حفتر: «نحن في مهمة خوض حرب على الإرهاب والإرهابيين وجماعات القاعدة، داعيًا العالم إلى «ضرورة المشاركة في الحرب». وتعهد بألا تكون «عملية الكرامة» هى الوحيدة، ملوحًا بسلسلة حملات مماثلة. وقال: «ستكون هناك عمليات عدة، ولن نتوقف حتى نخلص بلادنا من كل الإرهابيين والمسلحين». وفي السياق قدم رئيس المجلس المحلي في العاصمة الليبية طرابلس السادات البدري الليلة قبل الماضية استقالته من منصبه احتجاجًا على دخول قوات الدرع الوسطي للعاصمة دون أي تنسيق مع المجلس، واصفًا المرحلة التي تعيشها ليبيا بالمؤلمة. وأدان البدري في تصريحات للصحفيين ضرب طرابلس بصواريخ جراد، داعيًا الحكومة للتحقيق في الأمر. من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الجمعة في كلمة ألقاها في مؤتمر موسكو الثالث للأمن الدولي: إن الوضع في ليبيا يثير قلقًا متزايدًا حيث من الواضح أنه وصل الى طريق مسدود. وأضاف لافروف إن لا أحد من «أصدقاء ليبيا» يستطيع إخراج البلاد من هذه الأزمة وحده. وحذر وزير الخارجية الروسي من أن تفكك ليبيا بشكل نهائي سيؤدي إلى ظهور بؤرة جديدة للتوتر ومصدر دائم للمخاطر في منطقة الصحراء والساحل. ميدانيًا أصيب عشرون مدنيًا بجروح الليلة قبل الماضية عندما سقطت قذيفة على أحد المنازل في بنغازي، شرق ليبيا، وفق مصدر طبي. وأعلن الناطق باسم مستشفى الهواري في بنغازي هاني العريبي أن «عشرين شخصًا من أسرة واحدة أصيبوا بجروح مختلفة الخطورة إثر سقوط قذيفة على منزلهم» موضحًا أنهم أصيبوا بشظايا. ووقع الانفجار في حي أبو هديمة وسط بنغازي على بعد بضعة كيلو مترات من المقر العام لوحدة من نخبة الجيش النظامي الليبي الذي أصيب أيضًا بقذيفة لم تخلف ضحايا وفق مصدر أمني. كما قتل ليبي وأصيب اثنان آخران الليلة قبل الماضية باستهداف مسلح قرب مديرية الأمن في بنغازي. ورجح مصدر عسكري ليبي أن يكون الاستهداف للاشتباه بأنهم من عناصر الأمن. وفي الجزائر ذكرت تقارير إخبارية أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة نقل ملف الحدود البرية لبلاده مع دول مجاورة من وزارة الداخلية إلى وزارة الدفاع، بينما أكد وزير الداخلية الجزائري رمطان لعمامرة أن بلاده تتابع «بانشغال عميق» تطورات الوضع في ليبيا. وأعلنت الخارجية الجزائرية أمس الجمعة غلق السفارة والقنصلية العامة بطرابلس بسبب وجود «تهديد حقيقي ووشيك» يستهدف الدبلوماسيين. وتتجه الجزائر إلى عسكرة كل حدودها البرية باستثناء المعابر الحدودية مع تونس. وقال لعمامرة: إن «الجزائر تتابع بانشغال عميق التطورات الجارية في ليبيا» بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية. وأضاف لعمامرة إن «سلطات البلاد تشارك في مشاورات واسعة غير رسمية مع أطراف وشركاء مختلفين».