امر الرئيس الصيني شي جينبينغ بحملة لفرض النظام بعد هجوم تم بالسكاكين والمتفجرات في محطة قطار في منطقة شينجيانغ المضطربة ذات الاغلبية المسلمة، ادى الى مقتل ثلاثة وجرح 79 شخصا، على ما نقل الاعلام الرسمي امس، فيما طالبت جماعة الويغور الصين بعدم "تشويه" صورة الاقلية العرقية. ووقع الهجوم مساء الاربعاء فيما كان «شي» يُنهي ما وصفته وسائل الاعلام الرسمية بانه "جولة تفقد" للمنطقة المتفجرة في اقصى الغرب الصيني، والتي امر فيها باستراتيجية "الضرب اولا" لمكافحة الارهاب. وصرح شي في اقوال نشرتها وكالة الصين الجديدة الرسمية امس "ان المعركة للتصدي للعنف والارهاب لا تتيح لحظة واحدة من التراخي ويتعين القيام بخطوات حاسمة بهدف كسر تنامي ممارسات الارهابيين". واعتبرته الوكالة العملية "هجوما ارهابيا عنيفا" بالرغم من عدم تحميل اي جماعة محددة المسؤولية. وفي السابق اشارت الصين باصبع الاتهام الى ما اسمته جماعات دينية متشددة مدعومة من جهات خارجية، لكنها حريصة على عدم اتهام اتنية اويغور المسلمة المقيمة في المنطقة. وجرى هذا الهجوم بعد شهرين على اعتداء آخر قتل فيه 29 شخصا في مارس واصيب 143 آخرون في عملية بالسلاح الابيض في محطة قطار كونمينغ في مقاطعة يانان نسبتها بكين الى انفصاليي شينجيانغ، معتبرة انها "11 ايلول/سبتمبر" الصين. من جانبها، طالبت جماعة الويغور الصين امس بعدم "تشويه" صورة الاقلية العرقية، بعدما طالبت وسائل إعلام صينية باتخاذ اجراء قوي بعد مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 79 في هجوم إرهابي بقنبلة وأسلحة بيضاء أمس في منطقة شينجيانغ المضطربة. وطالب مؤتمر الويغور العالمي ومقره ميونيخ في بيان له بكين "بالتعامل مع الاحداث الطارئة بعقلانية، والافراج عن الابرياء المحتجزين من الويغور ووقف استخدام الواقعة للتحريض وتشويه صورة جماعة الويغور العرقية". ويعاني العديد من أفراد الويغور، الجماعة العرقية المسلمة الرئيسية في البلاد التي تمثل 8 ملايين نسمة من إجمالي تعداد سكان منطقة شينجيانج ذاتية الحكم الواقعة في شمال غرب البلاد البالغ عددهم 8ر21 مليون نسمة، من القمع الثقافي والدينى، ويقولون ان المهاجرين من عرقية الهان الصينية يتمتعون بالمزايا الرئيسية للتنمية في المنطقة الغنية بالنفط ولكنها متخلفة اقتصاديا. من جهته، قال ديلشات راشيت المتحدث باسم مجموعة "مؤتمر الاويغور العالمي" المنفي نقلا عن مصادر محلية ان اكثر من 100 شخص من الاويغور اوقفوا في اعقاب هجوم. وصرح في رسالة الكترونية ان "الاويغور الذين يكافحون بين اليأس والبقاء ينتظرون وفود شي جينبينغ الى (تركستان الشرقية) لتقديم اقتراحات بناءة حول كيفية تحسين الوضع المضطرب"، مستخدما التسمية التي تعتمدها الجماعات المنفية للمنطقة. وتابع: "لكن الواقع هو ان بكين تواصل تشجيع القمع المسلح للاويغور". كما اكد ان الوضع يبقى متفجرا حيث "يمكن لاي استفزاز صيني ان يحض مباشرة على مزيد من العنف". وشينجيانغ منطقة واسعة وتتمتع باستقلالية ويشكل الاويغور المسلمون الناطقون بالتركية ابرز اتنية فيها، لكن عقود من هجرة افراد من اتنية الهان المسيطرة في الصين الى المنطقة ادى الى نشوء توتر. وتشهد المنطقة دوريا مواجهات دامية تنسبها السلطات لارهابيين، لكن الجماعات الحقوقية والمحللين يؤكدون انها ناجمة عن القمع الثقافي والديني والتفاوت الاقتصادي.