أحدث الهجوم التفجيري الذي استهدف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الجمعة جنوبي لبنان وأدى إلى جرح ستة جنود إيطاليين صدمة في لبنان وأثار تكهنات حول تورط سوريا انتقاما للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضد الرئيس السوري. إسعاف أحد الجنود الإيطاليين المصابين . « رويترز» . وقال نهاد المشنوق العضو بالكتلة البرلمانية لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري لوكالة الأنباء الألمانية إن «التفجير الذي استهدف قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» رسالة للمجتمع الدولي. وأضاف «إنها رسالة إيرانية سورية واضحة للمجتمع الدولي بعدم التدخل في الشئون السورية.» كما جرح ثلاثة من المارة اللبنانيين خلال الهجوم الذي يعد الأول من نوعه على الأممالمتحدة في لبنان خلال أكثر من ثلاث سنوات. ووفقا للمحققين في الجيش اللبناني، وقع الانفجار بسبب قنبلة وضعت خلف حاجز خرساني منخفض يحد الطريق السريع الرابط بين بيروتوجنوب لبنان. ونجم عن الانفجار دمار طال سيارتين من بين سيارات الرتل الأربعة لدى تحركه باتجاه الجنوب على الطريق السريع الرئيسي في صيدا. وقالت الشرطة إن القنبلة التي أحدثت حفرة كبيرة في الطريق كان بها ما يصل إلى 10 كجم من المواد المتفجرة. وصرح مصدر مسئول لوكالة الأنباء الألمانية بأن «سوريا ربما تكون متورطة في تفجير القنبلة...وبخاصة بعد أن قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الاتحاد الأوروبي سيندم على عقوباته ضد الرئيس بشار الأسد.» ونقلت صحيفة السفير اللبنانية اليومية عن مصادر أمنية لم تذكر اسمها السبت أن الهجوم على دورية اليونيفيل «يظهر أنه تم استخدام تكنولوجيا متطورة في تجهيز وزراع وتوجيه القنبلة. وأضاف المصدر أن القنبلة انفجرت على الرغم من استخدام اليونيفيل لأجهزة التشويش الإلكتروني للحماية من هذا النوع من القنابل الموجهة عن بعد. وصرح مصدر مسئول لوكالة الأنباء الألمانية بأن «سوريا ربما تكون متورطة في تفجير القنبلة...وبخاصة بعد أن قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الاتحاد الأوروبي سيندم على عقوباته ضد الرئيس بشار الأسد.» وحذر المعلم الخميس من أن سوريا لن تسكت على الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ضد الأسد. وذكرت صحيفة النهار اليومية نقلا عن مصدر دبلوماسي آخر أن «الهجوم على الوحدة الإيطالية يلمح إلى أن الرسالة الموجهة لأوروبا والتي بدأت باختطاف سبعة سياح إستونيين في سهل البقاع في مارس الماضي تتصاعد.» وتسبب التفجير أيضا في إحداث حالة من الغضب بين سكان جنوب لبنان الذين أشادوا بعمل الوحدة الإيطالية في المنطقة. ولم يعلن أي طرف على الفور المسئولية عن الهجوم على قوات اليونيفيل التي تراقب وقفا هشا لإطلاق النار منذ الحرب التي استمرت ل 33 يوما بين إسرائيل وحزب الله في صيف عام 2006. وفي روما أعلن انياتسيو لا روسا وزير الدفاع الإيطالي أمس السبت أن بلاده تتطلع إلى خفض حجم وحدتها العاملة ضمن قوات حفظ السلام الدولية في لبنان بواقع النصف تقريبا في أعقاب إصابة ستة جنود إيطاليين إثر هجوم على قافلتهم في جنوب لبنان. وتم توسيع حجم قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في لبنان /يونيفيل/ إلى نحو 12000 جندي وفرد من القوات البحرية تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 لعام 2006 الذي أوقف الحرب بين مقاتلي حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان. والمفرزة الإيطالية أكبر قوة ضمن يونيفيل. وتعمل اليونيفيل إلى جانب 15000 جندي من الجيش اللبناني ينتشرون في الجنوب لحفظ السلام على طول الحدود مع إسرائيل للتأكد من أنها خالية من عمليات نقل الأسلحة في منطقة تعد معقلا لمقاتلي حزب الله. وقال وزير الدفاع الإيطالي لصحيفة لاريبوبليكا في مقابلة نشرت أمس أن على إيطاليا خفض مفرزاتها إلى 1100 جندي من 1780 جنديا ينتشرون حاليا ضمن قوة المنظمة الدولية. وقال ليس لدى إيطاليا أي خطط لمغادرة البلاد. إلا أن ذلك لا يعني إلا أن نفكر جديا في خيار خفض وجودنا العسكري. لدينا اليوم 1780 جنديا في لبنان وهو حجم كبير.... علينا خفض القوة إلى 1100 رجل بأسرع ما يمكن.