تواصلت تحقيقات القضاء العسكري اللبناني في التفجير الذي طاول دورية للقوة الايطالية العاملة في اطار القوات الدولية في جنوب لبنان «يونيفيل» يوم الجمعة الماضي، بعدما أحال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر القضية الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لإجراء التحقيقات الأولية حيث يتم الاستماع الى افادات شهود. وجال أمس، القائد العام ل«يونيفيل» الجنرال ألبرتو أسارتا على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وعرض معهم التطورات المتعلقة بالاعتداء. وجدّد سليمان «حرص لبنان على «يونيفيل» ودعم مهمتها في حفظ السلام والسهر على تطبيق القرار 1701 الذي يلتزمه لبنان ولا تزال اسرائيل تخرقه باستمرار»، معتبراً أن ما تعرضت له هذه القوات «يشير الى أهمية وجودها ودورها الى جانب الجيش اللبناني في حفظ الامن والاستقرار»، ومؤكداً أن «القوى الامنية وعلى رأسها الجيش لن تتهاون مع الارهاب». ووزع المكتب الاعلامي ل»يونيفيل» بياناً شكر فيه أسارتا السلطات اللبنانية والجيش اللبناني على الدعم القوي. وطمأن المسؤولين إلى أن «يونيفيل» ستواصل مسيرتها، مشدداً على أهمية إستكمال التحقيق وإيلائه الأولوية القصوى. وقال اسارتا: «تأثرنا بأصوات الدعم القوية، والتصميم المشترك على تقديم مرتكبي الهجوم إلى العدالة»، مؤكداً أن «جنود يونيفيل لا يزالون مصممين على مواصلة المهمات المناطة بهم بعزيمة أكبر، ولن نسمح لهذا الحادث بأن يعطل عملياتنا على الأرض التي لا تزال مستمرة بوتيرة كاملة بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية». واضاف: «المسؤولون طمأنونني الى أن السلطات اللبنانية والشعب يتشاركان التصميم نفسه من أجل مواصلة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، ولتحقيق هذا الهدف، إتفقنا على أن أمن قوات يونيفيل وسلامتها أمر حيوي». وكان وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال سليم الصايغ تفقد أمس جرحى القوة الإيطالية الذين يخضعون للعلاج في مستشفى حمود في صيدا، ورأى ان الاعتداء «رسالة موجهة الى صدر كل لبناني وكل بيت جنوبي يعرف اهمية ودور هذه القوات»، وقال: «مطلوب منا ان نحدد ما نريد لمصلحتنا، فهل من هذه المصلحة ان نساهم في ما يؤدي الى منع تنفيذ القرارات الدولية او تفكيكيها ولا سيما منها القرار 1701 لإستباحة ارض الجنوب امام المغامرات أو تركه مكشوفاً للاعتداءآت الإسرائيلية». ميقاتي- السفير الايطالي وجدّد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي بعد استقباله السفير الايطالي جوزيبي مورابيتو أمس، إدانته الاعتداء «الذي يهدف بالدرجة الأولى الى زعزعة الاستقرار في لبنان»، مشدداً على «أهمية الدور الذي تقوم به الوحدة الايطالية العاملة ضمن القوات الدولية»، ومتمنياً «ألا يؤثر هذا الحادث المدان على مساهمة ايطاليا في القوات الدولية وعلى العلاقات بين لبنان وإيطاليا». لقاء امني لبناني- دولي وجرى أمس لقاء في السراي الحكومية في صيدا، بين قائد منطقة الجنوب الاقليمية لقوى الامن الداخلي العميد منذر الايوبي ووفد أمني من القوات الدولية. وجرى البحث في الاعتداء الاخير اضافة الى الدعوة للتظاهر على الحدود مع فلسطينالمحتلة في 5 حزيران (يونيو) المقبل، والتدابير المتخذة في هذا الشأن من قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني. وجرى عرض تدابير احترازية أمنية يمكن ان تتخذها «يونيفيل» اثناء تنقلاتها. وأكد الايوبي انه لم يتبلغ أي توجه من «يونيفيل» لتخفيف عديد قواتها. وقال انه تبلغ «اتخاذ يونيفيل تدابير احترازية أمنية أكثر من السابق». غافو: نرفض تحول «يونيفيل» كبش محرقة اعتبر السفير الإسباني خوان كارلوس غافو أن «الاعتداء على قافلة يونيفيل أمر مؤسف جداً»، ودعا خلال لقائه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال سليم وردة في زحلة أمس، الى أن «نتجنب أن تصبح يونيفيل كبش محرقة لإيصال أي رسالة كانت». وأكد «التزام إسبانيا القرار 1701 واستمرار مشاركتها في القوة الدولية». ونفى غافو علمه بما نشر عن «تلقي يونيفيل تحذيرات قبل الاعتداء الأخير»، وأمل بأن «تكون الحادثة حالة معزولة». وعما إذا كانت بلاده تؤيد العقوبات ضد سورية، قال: «الاتحاد الأوروبي أقر عقوبات، وأود أن يسلك النظام السوري طريق الإصلاحات، وأعتقد أنه يجب التحاور مع المتظاهرين. والأشخاص الذين يتظاهرون يريدون الإصلاح والديموقراطية، والنظام يجب أن يستمع إليهم».