اندلعت صباح امس الأربعاء مواجهات بين فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية داخل ساحات المسجد الأقصى, وتحولت ساحات المسجد الى حرب بعد الهجوم الوحشي الذي شنته القوات الخاصة الإسرائيلية ضد المصلين مستخدمة الرصاص الحي للمرة الاولى, ما أوقع 57 إصابة, فيما اعلن مسؤول اسرائيلي عن الغاء اللقاء التفاوضي الذي كان مقررا امس مع الفلسطينيين, عقب مقتل ضابط اسرائيلي واصابة اثنين من افراد عائلته الاثنين بإطلاق نار على طريق قرب الخليل في جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. ولم يشرح المسؤول الاسرائيلي سبب تأجيل الاجتماع، ولكنه قال ان مقتل الضابط في الضفة الغربية هو «نتيجة مباشرة للتحريض المستمر وتمجيد الارهاب الذي نراه في الاعلام الفلسطيني الرسمي والنظام التعليمي». وقتل باروخ مزراحي (47 عاما) وهو ضابط عالي الرتبة مكلف بعمليات الاستخبارات داخل الشرطة الاسرائيلية في حادث اطلاق نار على سيارته التي كان يقودها بالقرب من قرية اذنا قرب الخليل. وما زال الجيش الاسرائيلي يبحث عن مطلق النار حيث يجري عمليات تمشيط حول قرية اذنا. ومزراحي من مواليد عام 1967 في «تل أبيب»، وانتقل للسكن في مدينة موديعين غربي القدس قبل 15 عاما وعمل في منصبه الأخير كرئيس قسم التنصت الإلكتروني منذ ثلاث سنوات. وانتقل مزراحي للعمل في سلك الشرطة بعد انتهاء خدمته في الجيش عام 2011 كمسئول قسم التنصت الإلكتروني في شعبة الاستخبارات الشرطية، وكان شريكاً جوهرياً في إعادة هيكلة قسم التنصت وبناء نظام القوى البشرية فيها في مجال التكنولوجيا بشرطة «إسرائيل». الهجوم على الاقصى وامتد الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الاقصى الى باب حطة، وأطلق الجيش الاسرائيلي الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازية باتجاه المصلين، فيما استخدم للمرة الأولى الرصاص الحي ضد المصلين. وأفاد حارس المسجد الأقصى المبارك ان الهجوم على الأقصى كان مبيتا، وقال ان التشكيلات والهجوم بدأ، وكان هناك خطة مرسومة وكل مجموعة تنفذ جانب منها، مجموعة استهدفت المصلين وأخرى حراس المسجد حيث قام الجنود بالاعتداء على زميلي محمد مجاهد قرب باب السلسلة أحد البوابات الرئيسية للمسجد، وتم اعتقاله بعد مشادة كلامية بينه وبين أحد الجنود. مشيرًا إلى أن الاحتلال أدخل سلالم حديدية طويلة من باب المغاربة ووضعها على الجامع القبلي، وقد اعتلت قوات التدخل السريع ووحدات المستعربين والمخابرات أسطح الجامع. وكانت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال حاصرت منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى، وأغلقت جميع الأبواب، وخاصة بابي حطة والمجلس. ومنعت قوات الاحتلال موظفي الأوقاف الإسلامية وطلاب مصاطب العلم والمدارس وطلاب المدارس الشرعية في الأقصى، والنساء من دخول المسجد الأقصى، ولم تسمح الا لأعداد قليلة جدًا الدخول إليه. وأوضح أن المئات من أهل القدس والداخل المحتل وطلاب العلم تجمعوا فجراً قبل الاعتداء بكثافة عند بابي حطة والمجلس. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن شرطيًا أصيب بجروح طفيفة اثر قيام عشرات الشبان الفلسطينيين بإلقاء الحجارة باتجاه قوات الجيش بعد فتح الحرم القدسي أمام زيارة اليهود والأجانب. وقدر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، عدد أفراد القوة المقتحمة بنحو 1000 عنصر، مشيرا إلى أن قوات من حرس الحدود الإسرائيلي المعروفة بقمعها الوحشي شاركت في عملية الاقتحام، إضافة إلى القناصة الذين اعتلوا أسطح المباني المطلة على الساحات وشاركوا في إطلاق الرصاص المطاطي باتجاه المواطنين. بدوره حذر رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب من خطورة الوضع في المسجد الأقصى، وقال: «ان الأقصى اغلق بصورة كاملة أمام المسلمين، واستبيحت ساحاته من قبل جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين». بدورها قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في القدسالمحتلة والمسجد الأقصى المبارك من اقتحامات وتدنيس واعتداءات وتهجير وتدمير للبيوت والمقابر والمقدسات والمساجد نهج إسرائيلي خطير وحرب دينية بكل تفاصيلها ووقائعها على الأرض قد بلغت ذروتها. دولة كاملة السيادة وقال د.صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير إن القيادة عندما قامت بالتوقيع على (15) معاهدة دولية، لم تكن تهدف إلى الاصطدام مع أحد، وإنما تهدف إلى الحصول على دولة كاملة السيادة على أراضيها، والإفراج عن الأسرى الذين تنصّلت إسرائيل من الالتزام بالإفراج عنهم.جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمتها حركة فتح إقليم سلفيت ونادي الأسير ووزارة شؤون الأسرى في سلفيت، وبالتعاون مع القوى الوطنية، بعنوان «المسار التفاوضي ما بين الاستحقاق الفلسطيني والتعنّت الإسرائيلي». وقال عريقات ان إسرائيل لن تستطيع ولا أي دولة أخرى متعاقدة أن تقول إن فلسطين أرض متنازع عليها، ففلسطين سوف تعود على الخريطة الجغرافية منارة لكل دول العالم وملاذ لكل شعوب الأرض. وتطرق عريقات إلى ملف المصالحة قائلا: «لن نقبل بأن تكون حركة حماس تنظيما إرهابيا، هي تنظيم فلسطيني، ونحن عندما نختلف مع حركة حماس نتوجه الى صندوق الانتخابات».