يحدو الأمل أهالي محافظة الأحساء أن يصبح قصر محيرس الأثري شمال مدينة المبرز بحي الراشدية أحد القصور التاريخية المعروفة مركزا ثقافيا للاستفادة منه ليكون معرضا دائما لابداعات الفنانين والفنانات مطالبين بالاسراع في تطوير القصر وتحويله إلى معلم ثقافي. قصر المحيرس ينتظر (تصوير ماجد الفرحان) ويعتبر قصر محيرس احد القصور التاريخية المعروفة وهو عبارة عن قلعة حربية صغيرة, شيد هذا القصر عام 1208ه كقلعة حربية بناها الإمام سعود بن عبدالعزيز وشهدت هذه القلعة معركة بين قوات الإمام وبين قوات زيد بن عريعر وطردهم من شمال المبرز ومن القرى الشمالية بالاحساء نهائياً. ويشتمل على عدد من الغرف والأبراج دائرية الشكل مكونة من دورين وبئر للمياه وآخر استخدم لهذا القصر كان مستودعا للذخيرة والسلاح وأدى توظيفه بشكل يلائم الغرض الذي استخدم من اجله حينما كان يتبع لشرطة الاحساء لذلك فقد تمت إضافة غرفة حديثة بنيت بالطابوق والإسمنت في الركن الجنوبي الشرقي من القصر وألصقت بالقصر تماما. حتى ان المشاهد لهذه الغرفة يظن انها شيدت في فترة بناء القصر كما تم «لياسة» كافة أجزاء القصر الأخرى بالاسمنت من أجل إضفاء طابع موحد من الخارج ومن الداخل، وتم صب بعض أرضيات الغرف الداخلية لاستخدامها كمكاتب رسمية وتم بناء عدة غرف بشكل مستطيل جنوب القصر لنفس الاستخدام ولم تتم لياستها وهذه شوهت منظر القصر من الخارج إلى جانب ذلك تم بناء خزان ارضي للمياه شمال القصر، وبعد ذلك سلم القصر لإدارة التعليم واستمر شكل القصر كما هو ولم تتم إزالة ما استحدث من مبان ولم يتم كذلك إعادة لياسة الجدران بالطين وإزالة اللياسة الإسمنتية. ومن عام لآخر لم يتم الاهتمام بالقصر بشكل ملائم حينها لم يستطع محيرس الصمود إذ أدت عوامل التعرية إلى إحداث أضرار بالقصر كان آخرها انهيار جزء كبير من البرج الشمالي الغربي للقصر وكذلك بعض الانهيارات أمام وفوق المدخل الرئيسي للقصر. وقال احد المهتمين بالآثار وهو المهندس عبدالله الشايب إن المواقع الأثرية المختلفة في محافظة الاحساء بما فيها قصر محيرس تم بناؤها من الطين مضافا إليه مواد أولية مثل الخيش والتبن، مؤكدا أن القلعة تعرضت للإهمال خلال الفترة الماضية بسبب غياب الصيانة والتأثر بعوامل التعرية المختلفة، وحذر الشايب من تعرض قصر محيرس لنفس مصير قصر صاهود الذي تساقطت جميع أبراجه، وطالب الشايب وعدد من خبراء الآثار في المحافظة الجهات المختصة بسرعة إعداد خطة عاجلة لصيانة المواقع الأثرية في المحافظة وحمايتها من الانهيار. من جانبه قال باحث الآثار خالد الفريدة: «ينبغي ان تتم إعادة القصر إلى وضعه السابق عن طريق إزالة الغرف الإسمنتية والطابوقية المضافة إلى جانب ترميم بعض الأجزاء الضعيفة بالقصر ويشمل ذلك الأبواب والنوافذ كما ذكر إلى وجوب إعادة لياسة الجدران من الداخل والخارج بعد إزالة اللياسة الإسمنتية الموجودة حاليا». من جهة أخرى قال وليد عبدالله الحسين مدير دار الآثار في الاحساء انه تم رفع تقرير لكافة المواقع الأثرية الى الجهات المعنية ومن ضمنها قصر «المحيرس».