توقع المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في محافظة الأحساء علي طاهر الحاجي، قرب افتتاح مجموعة من المواقع والقصور الأثرية والتراثية، من بينها قصر صاهود، الذي تمت تهيئته من قبل قطاع الآثار، إضافة إلى قصري المحيرس والوزية. وكان الحاجي أطلق وعداً قبل نحو عام ب «افتتاح قصر صاهود بعد شهر من الآن»، بيد أنه وعده لم يتحقق إلى الآن. وأرجع الحاجي، في تصريح صحافي، إغلاق بعض المواقع والقصور الأثرية والتراثية في الأحساء، على رغم الانتهاء من ترميمها، إلى «ارتباطها في خطط عمل لتشغيلها من قبل قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة»، مشيراً إلى أن الأحساء يوجد بها «مواقع تراثية وأثرية مرتبطة في خطة قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة، التي لديها خطة وفقاً لإمكانات الموازنة، لتهيئة وتشغيل هذه المواقع التي أُنجِز مجموعة منها وفقاً لأولوية الوقوع في المسار السياحي». وأبان أن بعض المواقع، مثل قصر إبراهيم، ومنزل البيعة، ومدرسة الهفوف الأولى، ومسجد جواثا، «مفتوحة حالياً. فيما تمَّ تهيئة قصر صاهود من قبل قطاع الآثار، وسيتم تشغيله قريباً، والأمر ذاته ينطبق على قصري محيرس، والوزية». وأضاف أن «بقية المواقع سيتم إدخالها مستقبلاً بحسب تصنيفها، لتقوم الهيئة وشركاؤها بتجهيزها بجميع المتطلبات بحسب الإمكانات، ليكون لدينا في النهاية عدد من المسارات السياحية المتاحة للسائح، بحسب رغباته وإمكاناته»، مشيراً إلى أن الأحساء «تزخر بعشرات المواقع التاريخية والتراثية والطبيعية الجاهزة». ونفذت الهيئة العامة للسياحة والآثار، أعمال ترميم وصيانة لقصر صاهود الأثري، تلافت فيها «الأخطاء» التي وقعت في عملية ترميم القصور التاريخية في الأحساء، من خلال «توفير نظام الصوتيات والإضاءة داخل القصر» بحسب الباحث في الآثار خالد الفريدة، الذي أبان في تصريح صحافي سابق، أن «مقاول القصر يعمل على معالجة بعض القصور في عملية الترميم، ويحظى القصر باهتمام المسؤولين، باعتباره تراثاً أثرياً مهماً في تاريخ المنطقة». وعثرت الهيئة داخل القصر خلال عملية الحفر والترميم، على قطع لقاذفات حربية قديمة، ومدفع قديم، وقطع أثرية يعود تاريخها إلى مئات السنين، وتم التحفظ عليها. وشملت عملية الترميم إزالة الحوائط الداخلية والخارجية، والأسقف المنهارة والمصابة والمتآكلة، وتشييد أسقف جديدة. ويُعد قصر صاهود الأثري الذي يقع في حي الحزم في مدينة المبرز، أحد أشهر قلاع الأحساء. وكان يحاذي السور الغربي للمدينة القديمة. واقتُبس اسمه من اسم مدفع عظيم كان منصوباً داخل القصر، يُطلق عليه «صاهود». وكان يُعتبر من القلاع العسكرية والأثرية المهمة، التي لها بصمتها الواضحة في تاريخ الأحساء القديم. وتبلغ مساحته 10 آلاف متر مربع وارتفاع أسواره ستة أمتار. ويتميز بأبراجه المستديرة في أطرافه الأربعة، إضافة إلى أبراجه المستطيلة الثلاثة التي تعتبر من الآثار العسكرية البارزة. وقال الفريدة: «لا يوجد ما يشير بدقة إلى من قام ببناء القصر أو تاريخ بنائه. والبعض يرى أن بناء القصر يرجع إلى أواخر القرن السابع، وفي أوائل عهد أمراء بني خالد. فيما يرى آخرون أن الذي أسسه هو الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد، وذلك في العقد الثاني من القرن ال13 الهجري».