أكملت جزيرة القرم عملية الاندماج مع روسيا بتحولها إلى توقيت موسكو لإكمال عملية الاندماج معها في خطوة رمزية، واستمع أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى إفادة من الأمين العام بان كي مون حول آخر التطورات في أوكرانيا وجهود الوساطة التي يبذلها لإيجاد حل سلمي للأزمة، وصوت تتار القرم على الدفع باتجاه الحصول على حكم ذاتي داخل أراضيهم التاريخية، فيما أكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو لا ترى مأساة في العقوبات الامريكية والاوروبية ضدها، لكنها في الوقت ذاته لا تنظر إليها بلا مبالاة. قلق دولي وبعد المشاورات المغلقة قالت سيلفي لوكا سفيرة لوكسمبورغ ورئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي: إن الأعضاء أعربوا عن القلق البالغ إزاء الأزمة المتواصلة، ودعمهم لجهود الأمين العام. وشدد الأعضاء مرة أخرى على الحاجة الملحة لنزع فتيل التصعيد، وجددوا دعوتهم لجميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن القيام بأعمال أو استخدام خطاب بشكل قد يؤدي إلى تفاقم الوضع بصورة أكبر وتدمير المناخ المطلوب لإجراء حوار حقيقي». كما شدد أعضاء مجلس الأمن الدولي على ضرورة إيجاد حل للأزمة بناء على مبادئ ميثاق الأممالمتحدة. غير مبالين بالعقوبات وقال لافروف في مقابلة مع برنامج «يوم الأحد» في القناة الأولى الروسية أمس الأحد: «لا أريد أن أقول: أنها عقوبات تافهة أو أننا غير مبالين بها، إنها أمور غير مريحة». وأضاف «هذه العقوبات يحاولون جعلها وكأنها ضد شخص معين لتكون أكثر ألمًا، وهذا أمر لا يسعدنا، لكننا أيضًا لا نشعر بألم، لقد مررنا بما هو أصعب من ذلك». وأشار لافروف في التصريحات التي بثتها قناة «روسيا اليوم» إلى أنه «إلى جانب العقوبات التي أعلن عنها هناك إجراءات تثير الدهشة، عندما ترفض وزارات الخارجية في بلدان الاتحاد الاوروبي اللقاءات مع الدبلوماسيين الروس هناك»، مضيفًا إن وزارة الخارجية الامريكية والاتحاد الاوروبي أعطت تعليمات لدبلوماسيها العاملين في موسكو «لكي لا يحضروا الفعاليات التي سيحضرها أشخاص من قائمة العقوبات». وشدد لافروف على أن القيادة الروسية لم تفكر بردة فعل الدول الغربية عندما انضمت شبه جزيرة القرم إلى قوام روسيا «لم يكن لدينا خيار آخر، وهذا الخيار أملي من قبل تاريخنا، وعلى أساس القانون الدولي والدولة الروسية ومسؤوليتنا تجاه الروس». وتابع وزير الخارجية الروسي إن بلاده سوف ترد إذا أصدر الاتحاد الاوروبي تأشيرات بدخول منطقة شينجن لسكان شبه جزيرة القرم على جوازات سفر أوكرانية. واستطرد اإن روسيا لديها معلومات عن تورط حركة يمينية متطرفة اوكرانية في عمليات القنص في العاصمة الاوكرانية كييف.قال المسؤول الروسي: إن سلطات كييف رفضت اقتراح موسكو بإقامة نظام اتحادي في اوكرانيا وجعل اللغة الروسية لغة ثانية. وفي السياق صوت ممثلو تتار القرم على الدفع باتجاه الحصول على حكم ذاتي داخل اراضيهم التاريخية بعد ايام على الحاق مناطقهم بروسيا، الا انهم بقوا منقسمين ازاء طريقة التعاطي مع السلطات الجديدة. والتقى ممثلون عن التتار في جميع انحاء القرم في مدينة بختشيساراي في مؤتمر طارئ لاتخاذ قرار حول مصير هذه الاقلية المسلمة التي يبلع عدد افرادها نحو 300 الف شخص في شبه الجزيرة الواقع على البحر الاسود. وقال زعيم التتار رفعت شوباروف: «تأتي لحظة في حياة كل شعب يتعين عليه فيها اتخاذ قرار بشأن مستقبله». وقال شوباروف: إنه اذا كان الروس في القرم قد منحوا فرصة تحديد مستقبلهم، فعلى كل الذين يشاركون في هذه العملية «العمل على حصول تتار القرم على هذا الحق أيضًا». وبعد ساعات من النقاشات، صوت ممثلو تتار القرم على قرار يدعو الى «اطلاق اجراءات سياسية وقانونية للحصول على حكم ذاتي عرقي وجغرافي لشعب تتار القرم على اراضيه التاريخية في القرم». وشارك اكثر من مائتي شخص في المؤتمر بينهم المفتي رافيل عين الدين الذي قال وسط تصفيق الحضور: إن «هذه الأرض هي القرم وهي وطن تتار القرم»، وقال: إنه اذا اتيحت للروس في القرم فرصة تقرير مصيرهم «فعليهم ان يدركوا ان تتار القرم كذلك لهم الحق نفسه». وحضر مندوبون روس هذا الاجتماع ما اثار غضب بعض الحضور وحيرتهم من كيفية التعامل مع السلطات الجديدة. وغادر جليل ابراهيموف (30 عامًا) الذي كان يرتدي سترة للفريق الاولمبي الاوكراني القاعة بسرعة عندما بدأ المندوبون الروس خطبهم. وقال: «أريد حكمًا ذاتيًا داخل اوكرانيا وليس داخل روسيا، لا نريد العودة الى الاتحاد السوفيتي».ودعا آخرون الى تعامل براغماتي مع السلطات الجديدة لحل القضايا اليومية. من جهته قال علي خمسين المكلف بالعلاقات الخارجية في مجلس تتار القرم: «هناك روسيا من جهة واوكرانيا من جهة ثانية والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكل الاخرين. ما يهمنا هو فقط ان تكون لنا ضمانات قوية حول امننا ومستقبل شعب تتار القرم».