عندما ننظر وبشكل دقيق إلى أي رسم بياني لسهم أو زوج أو سلعة فنجد أنفسنا في حيرة كبيرة وذلك في تحديد الاتجاه القادم فإن أفضل ما يمكن عمله هو الابتعاد عن تحليل هذا الرسم، حيث إن ما ينتظره غالباً هو الدخول في مسار عرضي متوسط النطاق يمكن أن نطلق عليه مصطلح مقبرة المال. حيث إن الكثيرين من المتعاملين لا يتقنون المتاجرة في مثل هذه الأوضاع وبالتالي يكون دخولهم عند مستويات خاطئة وأوامر وقف الخسارة إن وضعت فإنها توضع في مستويات خاطئة أيضاً، وبالتالي ترتفع نسبة انعكاس حركة السعر ضده وتتحقق الخسارة، لذا فإن الأفضل للمبتدئين في هذا المجال الابتعاد عن هذه المناطق والتوجّه إلى أسهم أو أزواج يكون رسمها البياني وتوجّهها القادم أكثر وضوحاً من غيرها. اليورو مقابل الدولار خسر اليورو خلال تداولات الأسبوع الماضي ما يزيد بقليل على 300 نقطة أمام الدولار الأمريكي، حيث كان افتتاحه عند مستويات 1.4499، حيث كسب بضع نقاط في يومه الأول، وصعد إلى مستويات 1.4548 التي تتمثل في سقف المسار الجانبي الذي يسير به الزوج منذ ثلاثة أشهر تقريباً ومع فشله بات واضحاً ضعفه لعدد كبير من المتعاملين الذين فضلوا الخروج عند هذه المستويات خوفاً من هبوط قوي الأمر الذي زاد من الضغط على الزوج وأدى إلى تراجعه في الأيام الأربعة المتبقية من التداولات الأسبوعية واستمر في ذلك إلى أن أغلق يومه الأخير عند مستويات 1.4194 نقطة أدنى ب 22 نقطة من مستويات الدعم السابق الذي أصبح مقاومة له والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والواقعة على مستويات 1.4216 نقطة.. إن مسيرة الزوج خلال الفترة الماضية تضع المتعاملين بموقف الحيرة حيال التوجّه القادم له حيث إن بعض المؤشرات توحي باحتمالية استكمال الصعود والتوجّه إلى مستويات القمة الحالية عند مناطق 1.4939 وبعضها الآخر يوحي بالهبوط إلى مستويات الدعم الرئيسي الأول حالياً والواقع عند مستويات 1.3769 والواقع عند حاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة المذكورة أعلاه، وعليه فإن تحديد التوجّه القادم لن يكون سهلاً لذا فإن الأفضل بهذه الظروف أن يتم الابتعاد عن المتاجرة بهذا الزوج حتى تصبح الرؤية واضحة. الجنيه الاسترليني مقابل الدولار لا يزال الجنيه الاسترليني في ذات المستويات منذ عدة شهور وذلك أمام الدولار الأمريكي، حيث إنه وللشهر الثامن على التوالي يترنح بين مستوى 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والواقع عند مستويات 1.6042 وبين حاجز50 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه والواقع على 1.6828 وإلى أن يخترق أحد هذين المستويين بالإغلاق سيتحدد التوجّه القادم ولكن على ما يبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو السيناريو الصاعد مدعوماً بالنموذج المتشكّل على مؤشر ال MACD على الإطار الشهري، حيث إنه بدأ باختراق حاجز الصفر ذاهباً إلى المنطقة الإيجابية وعليه فإنه يكفي أن يتحقق إغلاق شهري أعلى من مستويات 1.6700 لترتفع نسبة تحقق السيناريو الصاعد إلى مستويات عالية، فهذا الإغلاق سوف يفتح الباب على مصراعيه للتوجّه إلى مستويات 1.7613 والواقعة على حاجز 61.8 بالمائة من ذات الموجة والتي تعتبر مقاومة شرسة للغاية ولكن هل تصمد طويلاً. هذا ما لا أتوقعه خصوصاً أن الوصول إلى تلك المستويات يعني اختراق أشرس المقاومات مثل 1.7042. إن موقع إغلاق السعر الأخير عند مستويات 1.6224 يوحي بأنه لا يزال داخل جدران مقبرة المال التي يتحطم على صخرتها الكثير من أحلام وآمال المبتدئين في هذا المجال وعليه تأتي النصيحة لهم وهي التريث في الدخول في هذا الزوج والتوجّه إلى زوج آخر تكون فيه الأسعار عند مناطق دعم أو مقاومة قوية ومعروفة الاتجاه من خلال بعض النماذج المتكوّنة على رسوماتها البيانية. الدولار مقابل الفرنك السويسري أشرنا في مقالنا التحليلي السابق عن أهمية المقاومة الأولى للدولار الأمريكي وذلك أمام الفرنك السويسري والواقعة عند مستويات 0.8201 والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي.. وقد جاءت توقعاتنا لها في محلها حيث وصل إلى السعر في اليوم الأول من تداولات الأسبوع الماضي وحاول اختراقها وقد حقق بضع نقاط قبل أن يرتد ليغلق ذلك اليوم دون مستويات المقاومة وفي محاولته الثانية في اليوم التالي فشل أيضاً في تحقيق إغلاق إيجابي الأمر الذي دفع المتعاملين للتأكد من ضعف الاتجاه الصاعد وبالتالي كان خيارهم على ما يبدو الخروج من الزوج عند تلك الأسعار وهو ما أدى إلى تراجع الزوج في الأيام الثلاثة الأخيرة من التداولات إلى مستويات 0.7720 التي ارتد منها ليغلق أسبوعه عند مستويات 0.7890 والذي قد يدفع بالسعر للتراجع إلى مستويات 0.7655 كنوع من إعادة اختبار أحد مستويات الدعم الرئيسي حالياً والمتمثل بأدنى إغلاق أسبوعي خلال العقود الماضية والتي قد تكبح هبوط الزوج وتدفعه إلى الصعود مجدداً وهو احتمال بسيط وضعيف جداً حيث من النظرة الأولى لبعض المؤشرات التي اعتمد عليها توحي إلينا بأنه لا يزال للهبوط بقية وأن احتمالية العودة إلى مستويات القاع الأدنى حالياً عند مستويات 0.7111 أمر ليس مستحيلاً.. ولكن علينا أن نعي جيداً أن الأسعار الحالية ليست أسعار دخول أياً كان نوعه بل يجب علينا الانتظار ريثما يصل السعر إلى أحد المستويات القوية جدا للدخول بأقل خسارة ممكنة من خلال وضع أمر لوقف الخسارة أسفل أو أعلى ببضع نقاط من ذاك المستوى. الذهب انطلق الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي باتجاه الشمال متجاهلاً الكثير من الضغوط التي تتعرّض لها تلك السلعة خصوصاً أن الكثير من المتعاملين متخوّفين جداً من التوجه إليها لارتفاع أسعارها ومن احتمالية دخول أسعارها في موجة تصحيحية قد تفقد بها أونصة الذهب المئات من الدولارات وهو ما يقلق الكثيرين.. وعلى الرغم من ذلك فإن مكاسب أونصة الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي وصلت إلى 60 دولاراً وهو ما نسبته من سعر الإغلاق الأسبوع ما قبل الماضي 3.3 بالمائة، حيث كان الإغلاق عند مستوى 1822 دولاراً لكل أونصة وفاجأ السعر كثيرين حين افتتح على فجوة سعرية بخمسة عشر دولاراً، حيث افتتح أسبوعه عند مستوى 1837 دولاراً وهو الأمر الذي تم تداركه فوراً بإغلاق تلك الفجوة في ذات اليوم ومن ثم استكمل اتجاهه الصاعد إلى أن وصل إلى مستويات إغلاقه الأخير عن مناطق 1882 دولاراً لكل أونصة مستهدفاً في صعوده الحالي مناطق القمة الكبرى حالياً والواقعة عند مستوى 1912 دولاراً والتي ما أن يصل إليها السعر مجدداً حتى تلفت انتباه الكثيرين من المتعاملين حيال سلوك السعر مع وصوله إلى تلك المستويات حيث إن اختراقها سوف يفتح الباب للوصول إلى مناطق تتجاوز الألفي دولار، أما تأكيد فشله من تجاوز تلك المستويات فيعني ارتفاع نسبة تحقيق سيناريو احتمالية العودة إلى ما دون مستويات 1650 دولاراً لكل أونصة. [email protected]