ترى سنغافورة ان هجمات القراصنة على السفن في جنوب شرق آسيا تشبه العمليات العسكرية اذ اصبحت اكثر جرأة وعنفا وتثير مخاوف من حدوث هجوم يعرقل التجارة العالمية. وحذرت سنغافورة من تزايد خطر وقوع هجوم مدمر في الوقت الذي تدرس فيه الولاياتالمتحدة خططا امنية لتشديد الرقابة على مضيق ملقا في جنوب شرق آسيا حيث تمر ثلث التجارة العالمية. وقال توني تان الوزير المكلف بتنسيق شؤون الامن في سنغافورة لسنا منزعجين بسبب زيادة عدد هجمات القرصنة البحرية في هذا الجزء من العالم وحسب ولكن ايضا لطبيعتها. وأضاف: في السنوات الماضية كان وقوع هجوم قرصنة يعني قدوم زورق او مركب الى سفينة شحن حيث يلقي القراصنة عليها الحبال ويتسلقون الى سطح السفينة وينقبونها بحثا عن النفائس والمال ثم يلوذون بالفرار.. لكن الهجمات الاخيرة في مضيق ملقا اظهرت اسلوبا مختلفا. واضاف ان القراصنة مسلحون جيدا ويستخدمون اسلحة متطورة وزوارق سريعة جدا. ومضى قائلا: انهم يقومون بالعملية بنفس دقة العمليات العسكرية تقريبا .. وبدلا من مجرد البحث عن الاشياء الثمينة فانهم يتولون ادارة دفة السفينة على مدى ساعة تقريبا ثم يغادرونها في النهاية وفي قبضتهم الربان. ويضيف: ويذكرنا هذا جميعا بالاسلوب الذي يشن به الارهابيون هجوما. ويقول المكتب البحري الدولي ان ثلث هجمات القرصنة المسجلة العام الماضي وعددها 445 هجوما حدثت في المياه الاندونيسية بما في ذلك مضيق ملقا الذي يربط بين مراكز التجارة والنفط في الشرق الاوسط وآسيا واوروبا. وتمر اكثر من 50 الف سفينة تجارية في المضيق الذي يبلغ طوله 805 كيلومترات بين جزيرة سومطرة الاندونيسية وشبه الجزيرة الماليزية الى سنغافورة كل عام. وحذرت سنغافورة مرارا من احتمال وجود صلة بين القراصنة وشبكات التشدد الديني. وقال: تان ينتابنا القلق من احتمال ان يسيطر ارهابيون على ناقلة تحمل شحنات من مواد قاتلة او غاز طبيعي مسال او كيماويات ويستخدمونها وتعارض ماليزيا استخدام قوات اجنبية في حراسة المنطقة بينما بدأت واشنطن في وضع خطة رسمية تعرف باسم مبادرة الامن البحري الاقليمي. لكن ماليزيا اعترفت بوجود خطر. وقال وزير الدفاع الماليزي نجيب عبد الرزاق: التهديد الذي ابرزه توني تان عن ظهور شكل اكثر تطورا للارهاب يستلزم منا ان نزيد قدرتنا على التعامل مع هذا الشكل الخاص من التهديدات الجديدة التي لم نألفها من قبل.