تتزايد الاهتمامات الدولية مع مرور الوقت بامن وسلامة المعابر المائية التي تعتمد عليها كثير من الدول في حركاتها التجارية وتنقلاتها المدنية للفائدة الكبيرة التي تتميز بها تلك المعابر من اختصار للمسافات والوقت واقتصاد في الطاقة المستخدمة. وتبرز اهمية مضيق (ملاكا) لموقعه الاستراتيجي الدولي وباعتباره اكثر المعابر المائية ازدحاما بسفن الشحن في العالم اذ ان اكثر من 30 في المئة من التجارة العالمية تمر عبره حيث بلغ حجم السفن التي تستخدم المضيق في عام 2005 وحده ما يزيد عن 62 الف و600 سفينة. كما ان نصف شحنات النفط في العالم تمر عبر هذا الممر المائي الحساس الامر الذي جعل اهتمام دول العالم لاسيما الصناعية منصبا على قضية امن المضيق وتأمين حماية كاملة لمياهه لئلا تتعرض السفن المارة فيه الى أي اعتداء قد تكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي. وقد ظهرت في الآونة الاخيرة مخاوف من التهديدات التي قد يشكلها تواجد الارهاب البحري في مضيق ملاكا الذي يعتبر تهديدا جديدا اذا ما قورن بتهديدات القرصنة التقليدية اذ لم يعهد المضيق قبل ذلك أي هجمات اتخذت طابع الارهاب. وبالرغم من ان ماليزيا كانت اول من حذر من احتمال وقوع هجمات ارهابية الا ان هدفها من وراء اطلاق تلك التحذيرات هو تنبيه المجتمع الدولي الى الاهمية التي بات يشكلها المضيق الامر الذي قد يسيل لعاب بعض الحركات الارهابية الى جانب ضرورة تضافر الجهود لمجابهة مثل تلك التهديدات ومنعها نظرا للمخاطر التي ينطوي عليها وقوعها والذي قد يتسبب في اثارة الاضطرابات. وكشف الاجتماع السنوي الثالث لهيئات الملاحة الدولية حول نشاطات القرصنة والامن البحري الذي عقد هنا الاسبوع المنصرم ان اخطر الهجمات هو تحويل سفينة نقل الى سلاح مدمر واستخدامها في تنفيذ هجوم انتحاري يعده الارهابيون على شاكلة هجمات ال11 من سبتمبر التي استخدمت فيها طائرات مدنية للتفجير. /انتهى// 1237 ت م