التذبذب الذي تعيشه أسعار النفط في الوقت الراهن ليس بالأمر الجديد وهو مدفوع بتأثر السوق بعوامل عديدة منها ما هو يتعلق بأساسيات السوق من عرض وطلب بالإضافة لعوامل أخرى مثل الطقس والاستقرار في مناطق الإنتاج والمضاربات. وتدرك منظمة أوبك هذه الظروف، و لن يشكل لها ذلك دافعا لإعادة النظر في سقف الإنتاج باتجاه التخفيض خلال المؤتمر الاستثنائي (الرابع والثلاثين بعد المائة) الذي يعقد اليوم في فيينا، ومن المستبعد القيام بذلك في الوقت الراهن كون هذا الإجراء قد يبعث برسالة خاطئة إلى الأسواق في ظل بقاء الأسعار عند مستويات مرتفعة، وستكتفي المنظمة مرحليا بقرارها الذي اتخذته في اجتماع القاهرة في ديسمبر الماضي بتخفيض فائض الإنتاج مليون برميل يوميا، مع الالتزام بحصص الإنتاج التي تم الاتفاق عليها خصوصا في ظل فترة تراجع الطلب العالمي على النفط خلال الربع الثاني من هذا العام. وكما هو واضح فان اجتماع اليوم سيركز على تقييم آثار القرار الماضي، وسيبحث في توقعات الطلب على النفط خلال الربع الثاني بهدف ضمان استقرار المخزونات ضمن معدلاتها الطبيعية، وضمان عدم انهيار الأسعار في الفترة التي يقل فيها الطلب على النفط عندما تنقضي فترة البرد في شمال الكرة الأرضية. بالإضافة إلى مناقشة مجمل التطورات الاقتصادية في السوق النفطية وميزان العرض والطلب العالمي على النفط الخام في ظل الارتفاع الذي تشهده الاسعار، ومستويات المخزون النفطي في الدول الصناعية وبخاصة مخزون وقود التدفئة، و تسليط الضوء على السياسات الإنتاجية التي ستتخذها للربع الثاني من العام الحالي 2005. ويجمع المراقبون على ضرورة ان تبقي المنظمة على سقف الإنتاج عند 27 مليون برميل يوميا بسبب ارتفاع أسعار النفط، التي ما زالت تشهد ارتفاعا لأن سوق النفط قلقة بشأن الانتخابات في العراق ولأن هناك زيادة في الطلب بسبب برودة الطقس في الولاياتالمتحدة. في الوقت الذي تشهد فيه أسواق النفط وفرة في المعروض. وترى أوبك في تقريرها الأخير ان مستويات الإنتاج في الوقت الراهن ستؤدي الى زيادات محدودة في المخزونات في الربع الأول من هذا العام وترتفع قليلا لتصل الى 4.1 مليون برميل في الربع الثاني، كما يجمع المراقبون على ان هناك وفرة في المعروض تبلغ نحو مليون برميل يوميا، الا ان ذلك لا يعني بالضرورة اللجوء الى خفض الانتاج ، مع العلم بأن المنظمة تخشى ان يؤدي استمرار تنامي التخزين العالمي من الخام الى هبوط حاد في الأسعار في الوقت الذي رفعت فيه تقديراتها للطلب على النفط في الربعين الأول والثاني بعد تعديل تقديرات نمو الطلب في العام الماضي بالزيادة. لقد زادت المنظمة تقديرها للطلب على نفطها في الربع الثاني بمقدار 540 الف برميل يوميا عن تقديرها السابق ليبلغ 68.28 مليون نظرا لمشكلات الامدادات في أمريكا الشمالية وبحر الشمال التي تحد من الإمدادات العالمية. كما رفعت ايضا تقديرها للطلب على نفطها في الربع الاول بمقدار 400 الف برميل يوميا الى 77.28 مليون برميل اي اقل بنحو 300 الف من امدادات اوبك في الشهر الجاري.