ألمح رئيس الدورة الحالية لمنظمة (اوبك) ووزيرالبترول الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو بالسماح للدول الأعضاء بتجاوز حصصها الانتاجية المقررة للحد من ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية. وقال يوسجيانتورو إنه يعتزم زيارة موسكو قبل اجتماع المنظمة المقرر في شهر يونيو المقبل ببيروت للتباحث مع المسؤولين هناك حول تنسيق السياسات بين المنتجين داخل وخارج (أوبك) للحد من ارتفاع اسعار الخام في السوق العالمية. وأكد أهمية هذه الزيارة باعتبار روسيا ثاني أكبر مصدر للبترول في العالم بعد المملكة وتخشى كباقي المنتجين من آثار الاسعار المرتفعة على نمو الاقتصاد العالمي . وعلى الرغم من قرار وزراء نفط (أوبك) الأخير بخفض سقف الانتاج الى 23 مليونا ونصف المليون برميل في اليوم الا ان معدلات الانتاج الحقيقية تجاوزت هذا السقف بأكثر من مليوني برميل يوميا بهدف تغطية الطلب المتزايد على النفط من الصين على ما يبدو ولسد النقص في المخزون الأمريكي من النفط الخام. وكان سعر برميل النفط الخام الأمريكي قد تجاوز 38 دولارا للبرميل الشهر الماضي وهو أعلى مستوى يصله منذ 13 عاما في حين تخطى سعر سلة خامات (أوبك) الخميس الماضي معدل 32 دولارا للبرميل. من جانبه قال رافاييل راميريز وزير النفط الفنزويلي ان على منظمة (اوبك) ان تعدل الحد الاعلى لنطاقها السعري المستهدف بين 22 و28 دولارا للبرميل الى 30 دولارا للبرميل. وقال راميريز ان اسعار النفط التي ظلت فوق الحد الأعلى لنطاق المنظمة السعري المستهدف معظم هذا العام تأثرت بعوامل خارج نطاق سيطرة اوبك مثل الصراع في العراق. وقال ان اسواق النفط ما زالت متخمة بالامدادات رغم قرار اوبك خفض امداداتها اعتبارا من اول ابريل لتعويض تراجع موسمي في الطلب خلال الربع الثاني من العام. وقالت فنزويلا قبلا انها تؤيد رفع النطاق السعري المستهدف الى ما يتراوح بين 25 و32 دولارا للبرميل. يذكر ان (أوبك) رفعت تقديراتها للطلب على انتاجها من النفط الخام في العام الجاري وتوقعت أن تقود الصين نموا قويا للاستهلاك في الربع الاخير من العام الجاري. وقالت الامانة العامة لأوبك في تقريرها الشهري ان من المتوقع ان يزيد الطلب على نفط المنظمة هذا العام بواقع 230 ألف برميل يوميا الى 26.17 مليون برميل في اليوم وتوقعت تحسن الطلب بوجه خاص قرب نهاية العام. وتقترب أسعار النفط حاليا من أعلى مستوياتها منذ 13 عاما يدفعها نمو الطلب في الصين وانخفاض مخزون البنزين الامريكي والقلق من أن تؤثر التطورات في الشرق الاوسط على الامدادات النفطية. ورفعت المنظمة تقديرها للطلب في الربع الثاني على نفطها الخام بواقع 100 ألف برميل يوميا الى 24.86 مليون برميل يوميا وفي الربع الثالث بواقع 110 الاف الى 25.96 مليون برميل في اليوم. وجاءت أكبر زيادة متوقعة في الطلب في الربع الاخير من العام وبلغت 600 ألف برميل يوميا ليصل اجمالي الطلب المتوقع فيه على نفط أوبك الى 27.12 مليون برميل. ويقول بعض المحللين ان الاسعار مرتفعة لأسباب منها أن أوبك ومنظمات أخرى مثل وكالة الطاقة الدولية هونت من نمو الطلب العالمي. وقالت مؤسسة باركليز كابيتال في تقرير "رغم التعديلات الاخيرة .. فان تقديرات الطلب ربما تكون مازالت منخفضة ... فتقديرات المعروض من خارج اوبك مبالغ فيها" وانتاج اوبك المعلن اعلى من الواقع. واضافت المؤسسة ان "السوق العالمية تعاني على الارجح ندرة اكبر من التي تشير اليها معظم التقديرات". وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة ان يبلغ الطلب هذا العام على نفط اوبك 25.9 مليون برميل يوميا بما يقل 270 الف برميل يوميا عن تقديرات اوبك. وقدر تقرير اوبك أن المخزونات النفطية العالمية زادت بواقع 1.38 مليون برميل يوميا في الربع الاول من العام الجاري بما يقل عن تقديرات الوكالة الدولية للطاقة بزيادتها 1.8 مليون برميل يوميا. وقدرت أوبك أيضا أن انتاجها ارتفع بمقدار 370 ألف برميل في اليوم الى 28.30 مليون برميل يوميا في مارس بفضل زيادة انتاج العراق 445 ألف برميل يوميا مع فتح منافذ جديدة للتصدير. وأوضحت أن انتاج الدول العشر التي يسري عليها نظام الحصص انخفض بواقع 75 ألف برميل يوميا الى 25.9 مليون برميل يوميا بزيادة نحو 1.4 مليون برميل يوميا عن سقف الانتاج المعمول به في مارس. واتفق وزراء أوبك الشهر الماضي على خفض سقف الانتاج بواقع مليون برميل يوميا الى 23.5 مليون برميل يوميا بدءا من أول ابريل للحيلولة دون ارتفاع المخزونات بدرجة كبيرة في الربع الثاني من العام. رافاييل لاميريز