الصراحة وتحمل النتيجة من أول يوم، مهم في هذه الأمور السؤال: فضيلة الشيخ أبلغ من العمر ثماني وأربعين سنة، متزوج منذ أكثر من ست سنوات، وبما أني لم أجد ما يقنعني بزوجتي الأولى غير إنجابي منها ولدين، وهي تحبني ولكني أرغب في الزواج بامرأة ثانية، ولا أرغب في إخبار زوجتي الأولى؛ إكراماً لها، وأرغب في أن يكون الأمر سريًّا... أرشدوني مأجورين.. الجواب: الزواج أخي الكريم مسؤولية، ولعلك أدركت هذا من أول يوم تزوجت فيه، وليست المسؤولية تكمن في توفير الطعام والشراب فقط، ولكنها في استيعاب الأهل وتوفير ما يلزم للأولاد، وإحسان التربية، فضلا عن توفير الطعام والشراب للجميع. أما مسألة الحب فالقلوب ليست بيد البشر، بل هي بيد رب البشر، والبيوت أخي لا تبنى على الحب فقط، فهناك الرحمة، وهناك العشرة، فما يربط بين الزوجين ليس فقط الحب، ولكن أيضا الرحمة والتربية للأولاد، والسنوات التي تحملتها في تربيتهم.. وعلى كل حال فالزواج الثاني يشترط فيه ما يلي: 1- العدل في كل شيء، في المبيت والنفقة والكسوة والمسكن. 2- اكتمال شروطه وأركانه، فلا يكون زواج سر، ولا يستكتم الشهود، ويدخل ضمنا رضا الزوجة الثانية، وعلمها بوجود زوجة أولى. ومسألة عدم إخبارها سيتعارض أخي مع القسمة في المبيت، فكيف تتغلب عليها، وإن رفضت الزوجة الثانية أن تتنازل عن يومها فماذا تفعل؟ الصراحة وتحمل النتيجة من أول يوم، مهم في هذه الأمور، فإن صارحتها ووافقت فبها ونعمت، وإن رفضت فقد أديت ما عليك، ولا حرج أن تتزوج الثانية مع رفض الأولى. فعلى الأقل ستكون حياتك كلها واضحة، وأنت لم تطلب حراما، ولم تقدم على معصية، بل على أمر وجدت نفسك قادراً على العدل فيه. وحكم زواج السر مختلف بين كراهته وحرمته، فالشافعية والحنفية كرهوه، والمالكية والحنابلة جعلوه باطلا وأوجبوا فسخه. وبالرغم من القول بالكراهة فيه، إلا أن الضرر الواقع على الزوجة التي أغفلت عنها، أو التي تزوجتها- يرجحه فالابتعاد عنه أولى. وأنصحك أخي بأن تنظر للأمر من أكثر من زاوية: زاوية زوجتك وأولادك، وقدرتك على العدل، وحاول أن تقترب أكثر من زوجتك، وتنظر لها بعين أخرى ربما تجد من المعاني ما قد غفل عنك، وأراك فعلا حريصا على مشاعرها وتقدرها. فإن لم تستطع، فكن واضحا في أمورك، ولا تقدم على أمر في الخفاء، وأسأل الله تعالى أن يوفقك للخير، وأن يصلح أحوالنا جميعا وأحوال المسلمين. والله تعالى أعلى وأعلم. زوجي خلوق ولكنه بخيل!! السؤال: فضيلة الشيخ: أنا متزوجة منذ سنتين، ولديَّ ولد، وزوجي ذو خُلُق ومحافظ على الصلاة، ولا يدخن، ولكنه بخيل.. ويتحجج دائما بأن المرأة مسرفة، علما بأني موضحة له بأني لا أصرف المال في غير موضعه... أرشدوني ماذا أفعل؟ الجواب: أختي الكريمة.. مشكلتك يعاني منها الكثير من النساء، وما تميزت به هو التحسن الملحوظ في تعامل زوجك المادي معك، بعد أن كان لا يعطيك شيئًا أصبح يعطيك ما يظنه كافيا، أختي إن الأزواج لديهم هم يقلقهم، بل ويقض مضجعهم، وهو أمر مسؤولية البيت وتأمين متطلباته، وما قد يحدث طارئ يفاجئهم غير الهموم المستقبلية كشراء مسكن أو سيارة وخلافه، وهم يشعرون في الغالب أن المأكل والمشرب والمسكن هو المهم فقط وهو يوفره فيرى غير ذلك غير مهم، مما يزيد الأعباء على الزوجة في ظل حاجتها إلى اللباس وتغيره من فترة لأخرى، وكذلك في حال وجود طفل يحتاج كسائر الأطفال خاصة إذا كان الزوج مقتدرا، وبما أن زوجك كذلك فحاولي القرب منه أكثر، والقرب والتواصل مطلوب في كل الأحوال، فإذا اقتربت من زوجك أكثر؛ عرفت همومه وطموحه وماذا يفكر فيه فتشاركيه همه وتساعديه على تحقيق أهدافه، وحتى يشعر بك وبأنك تفهمينه تحدثي معه عن ميزانية الأسرة، واقرأي بهذا الشأن، وزوديه ببعض الأفكار العملية، ويمكنك التخطيط لها ووضع جدول وإعطاءه له، واستمري حتى لو شعرت بأنه غير متحمس معك في البداية، واصلي، ثم أخبريه ببعض حاجتك وطفلك في وقت مناسب، وتجنبي الوقت الذي يكون فيه متعبا أو مرهقا، كما يمكنك أن تقترحي عليه أن يصحبكم للسوق، واشتري حاجات قليلة وغير مكلفة، فمع الوقت سيشعر أنك تساعدينه على التوفير، وسيغير وجهة نظره عن النساء، فليس كلهن مسرفات بل بعضهن يوفر ويخطط أفضل من الرجل، واستعيني بالله في كل ذلك وغيره بأن تكوني نعم الزوجة ونعم الأم، فلا يسمع منك إلا الطيب من الحديث والتعامل اللبق المشوق، واجعلي في بيتك بعض الأفكار الجديدة والجذابة، وجددي في أماكن الأثاث مثلا وفي غرفة النوم ومفارش السرير وهكذا، واكتبي له بعض عبارات الشوق وضعيها بجانب السرير أو يراها مفاجأة عند تناول طعامه، احرصي على مشاركته الوجبة، وكذلك موعد يومي ثابت للقهوة أو الشاي تجتمعا فيه، وهذا له أثر تربوي كبير على الأسرة كلها في المستقبل. ولا تغفلي عن الذكر والصلاة ولذة الطاعة والعمل الصالح، اجتهدي وداومي عليها، وحثي زوجك بالأساليب الجميلة وبالحب على طاعة الله والصلاة في وقتها والبر بأهله وصلة والديه أو الموجود منهما، وأن يحضر لهما هدية في المناسبات المختلفة حتى لو كان مقصرًا معك فالعملية كلها عكسية، وتعود عليك بالمنفعة والأجر، وسيشعر زوجك برقيك وجميل خصالك، كذلك الدعاء والاستغفار، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ستجدين -بحول الله وقوته- أمورك تيسرت، وهمك زال وأصبح لحياتك طعم آخر.