• من فترة ليست بالقصيرة وأنا أشك في زوجي الذي مضى على زواجي منه 30 عاما، فأنا من أسرة محافظة وقد تزوجته وعمري 18 سنة، وكان هو في عمر 28، وهو أول تجربة لي وأول حب، مضت بنا الحياة وأنجبت بنتين وثلاثة أولاد، وجميعهم تعدوا مرحلة الطفولة عدا الأخير الذي يبلغ من العمر تسع سنوات، ذات مرة وأنا استخدم جواله اكتشفت رسائل غرامية فيه، ويومها شعرت بالقهر وقررت أن أتتبع الرقم، واتضح أنه لامرأة وواجهت زوجي وأنكر معرفته بها، وحلف أنه غير متزوج من أخرى، ومن يومها أصبح لا يرد على الجوال كلما كنت معه، وحتى لا اخسره بدأت أظهر له المزيد من الاهتمام والحب، ومع ذلك لم يغير كل هذا شيئا في سلوكه، بل أصبح حريصا على إبقاء الجوال على وضع الصامت طالما بقي في البيت، وأكثر ما يزيدني قهرا أنه يستيقظ كثيرا في الليل من أجل تفقد رسائل ومكالمات الجوال الواردة، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل أصبح في نهاية كل أسبوع ينام في الخارج، وصار كثير التأفف والضجر، ويقول إننا أصبحنا مصدر إزعاج ونكد بالنسبة له، ويلمح بأنه من الأفضل أن يكون للشخص مسكن آخر يرتاح فيه، وصار كثير السرحان والتفكير والقلق، ومع كل هذا كنت صامتة ومتحملة الكثير من الألم والحسرة وأحسست ببرود عاطفي منه نحوي، وكتبت له كل ما في نفسي، وفي اليوم التالي وجدته زعلانا من كلمات رسالتي التي وصفته في بعضها أنه كذاب وخائن وبخيل، حاولت أن تبقى حياتي بعيدا عن التيارات خشية أن تعصف بمستقبل أولادي لكن زوجي للأسف لا يريد أن يساعدني حتى أصبح لكل واحد منا خصوصيته في داخل عش الزوجية، علما بأنني موظفة ولم أقصر في شيء ومصاريف الأولاد لا يدفعها إلا نادرا، فهل أنا مخطئة أنني كتبت له ما كتبت، وأصدقك القول إنني كتبت ما كتبت لأنه إنسان أناني ولا يسمع إلا صوت نفسه، ولا يعرف الحوار أو التفاهم، بم تنصحني الآن فأنا لم أطلب الكثير إلا الصراحة والصدق، لو أنه اعترف واعتذر لسامحته، أما أن يكابر وهو مخطئ مائة في المائة فهذا أمر لم أعد أحتمله. أم الهنوف جدة الواضح من خلال وصفك لزوجك أن المسافة بينكما صارت كبيرة، وتتبعك لحركاته وتصرفاته لن تجلب لك إلا المزيد من التباعد معه، والمزيد من الكذب من قبله، ولكن السؤال الذي أتمنى منك أن تبدئي بالبحث عن إجابة له هو: ما الذي يدفع رجل للبحث عن امرأة أخرى غير زوجته؟ حاولي التفكير مليا بهذا السؤال، ولا تحبسي نفسك في إجابة واحدة هي خيانته وكذبه وغشه وخداعه، لأن هذه كلها وسائل يحاول الرجل من خلالها أن يستر ابتعاده عن زوجته، والواضح من خلال وصفك أن الدافع عند زوجك هو البحث عن امرأة تشعر به رغم أن ذلك الفعل غير مقبول وحرام، ومهما كانت الأسباب والمبررات سأحاول أن أصل معك إلى بيت القصيد كما يقولون، بمعنى أن نصل معا إلى تحديد المشكلة ومن ثم الحل، فمشكلتك بالمعنى الذي وصفته، تكمن في رجل تدفعه العاطفة للبحث عن امرأة يشعر معها بالحب، وهنا عليك أن تراجعي نفسك وتحاولي أن تعدلي وتصلحي من نفسك وأن تتقربي منه وتجعلي ضميره يعذبه من كثرة إحسانك له بدل الدخول في معارك ومقاطعات لن يخسر منها إلا أنت؟ زوجك إن استمر بحثك وراءه في جواله وفي ثيابه، فلن تجني من ذلك إلا كما قال ربنا: «لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم»، ابدئي بالإحسان إليه بعد أن تصلحي نفسك، واصبري على ذلك فهو رجل لم يعد صغيرا فقد صار على أبواب الستين، وإن لم تنجح كل هذه المحاولات فليس لك إلا اللجوء لاستشاري أسري، قد ينجح في إحياء ضميره وإصلاح فكره، وحين تعجزين عن الوصول إلى الحل المنشود فيمكنك اللجوء إلى أحد من أهلك يكون حكيما ومقربا منه عله يوقظ ضميره وعقله، والحل الأخير إما أن تنفصلي عنه ولو مؤقتا وتتركيه يصارع مسؤولية أبنائه أو تتركيه نهائيا وتتحملي معه مسؤولية دمار هذه الأسرة، أو أن تحافظي على أبنائك وتتركيه إلى أن يفيق من غيه وقد لا يتأخر كثيرا حتى يفيق، وعندها فتكوني أنت من حمى هذه الأسرة من الضياع، ولك في ذلك أجر الدنيا ببر من أبنائك، وأجر من الله لا يعادله أجر.