وأخيراً وجدتها! أنا رجل أبلغ من العمر 41 عاماً، وأعمل تاجراً وميسور الحال، والحمد لله، تزوجت في الخامسة والعشرين من ابنة عمي، ومنذ الوهلة الأولى شعرت بأنها زوجة غير مناسبة لي، ولكن كان زواجي منها مجاملة ومساعدة لعمي، وللستر ولم الشمل، رزقت منها بحمد الله بولدين وبنت، ولكني دائماً أشعر بفراغ عندما أكون مع زوجتي فهي دائمة الصمت، ولا تتحدث إلا في متطلبات البيت والأولاد، مما جعلني أشعر بوحدة وغربة داخل أسرتي، وأحس بأني بحاجة إلى الزواج من امرأة أخرى لإكمال ما أشعر به من نقص في حياتي مع ابنة عمي، وبالفعل ذات يوم قررت الزواج، وتزوجت بامرأة غريبة عن عائلتنا وهي بكر، وتبلغ من العمر 20 عاماً وأحسست من الوهلة الأولى أنها الزوجة المناسبة لي، وبحمد الله كان ظني بها في محله، فقد كانت هي المرأة التي حلمت بها وطال انتظاري لها، ولكني أخشى الآن من عدم العدل بينهن، لأني أحس بميول قلبي للزوجة الجديدة هذه. وسؤالي هو: هل علي ذنب أو إثم إذا شعرت بالميل القلبي تجاه زوجتي الجديدة، وكيف أعدل بينهن في كل شيء؟ وكيف أقسم المبيت بينهن منذ بداية حياتنا الزوجية بحسب الشرع؟ - من حقك شرعاً أن تتزوج بامرأة أولى وثانية وثالثة ورابعة مع الاستطاعة والعدل بين زوجاتك، وإن خفت عدم العدل بين زوجاتك فتمسك بالزوجة الأولى، وكفى. ولكن من خلال حديثك أخي السائل أنك ميسور الحال ومقتدر، وتشعر بعدم الراحة النفسية مع زوجتك الأولى وهي ابنة عمك، ولا تستطيع فراقها لأنك قصدت من زواجك منها المساعدة ومجاملة لعمك، لذلك قررت أنت الزواج من أخرى، وتزوجت بالفعل من فتاة شابة صغيرة عمرها 20 عاماً دون شك ملأت قلبك بالحب فنسأل الله لك التوفيق، ونوصيك بالعدل بين زوجاتك في المبيت والنفقة والمسكن والملبس والأكل والشرب، إلا أن الميل القلبي الذي تسأل عنه الآن، فإنك ليس ملاماً في ذلك لأنها ليست بإرادتك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إن هذا قِسمي في ما أملك فلا تلمني في ما لا أملك»، ويقصد هنا الميل القلبي، أما كيفية القسمة في المبيت بين زوجاتك في بداية حياتك الجديدة هذه، فبحسب الشرع يحق لك المبيت مع زوجتك الجديدة هذه أسبوعاً كاملاً نافلة لها، بحيث لا يحسب عليها لأنها « بكر»، وبعدها تبيت مع زوجتك الأولى ثلاث ليالٍ كاملة لأنها «ثيب»، فإذا انتهت مدة إقامتك عند الزوجة الجديدة عليك أن تقسم بينهن المبيت بالتساوي.