بيننا وبين ملاقاة المنتخب الايراني يوم الاربعاء التاسع من فبراير القادم في أولى مباريات الدور الثاني من تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2006 فترة تزيد على شهر بالارقام والايام وفي وقتنا الحاضر تمضي الايام كبرق خاطف وبسرعة متناهية. الاتحاد البحريني اطلق العنان لمباريات الدوري الممتاز للموسم الجاري 2004/ 2005 يوم الاربعاء الماضي.. وفي الدوري المحلي هذا، عدد محدود من لاعبي المنتخب الأول بينما اكثر اللاعبين محترفون في الخارج بين الأندية القطرية والأخرى في الكويت.. واللاعب المحترف - حسب نص العقد الاحترافي - ينضم لمنتخب بلاده قبل 72 ساعة من أي لقاء دولي.. وهي مدة لا تكفي بالطبع لاحداث التجانس والتأقلم بين اللاعبين خاصة انهم خصوم بعضهم بعضا في الدوري القطري. لقد شرب الاتحاد مقلب الاحتراف.. وعليه اليوم ان يدفع الضريبة وكان آخر المقلب الفشل في احراز بطولة خليجي (17) بالدوحة. ان الذين ورطوا لاعبي البحرين في مثل هذا المناخ الاحترافي اصبحوا يتهربون من تحمل المسئولية فقد اعتقدوا ان هذا الاحتراف سوف يجعل كل لاعب في مستوى رونالدينو البرازيلي ويعود ليرتدي شعار بلده كالأسد الجسور.. وجاءت نتائج خليجي (17) لتقول عكس ذلك!!. نحن مع الاحتراف إذا كنا نمتلك الملاعب العشبية القانونية.. لكن اين ملاعب البحرين من ملاعب دولة قطر؟ اللاعب البحريني الذي يلعب هناك عليه أولاً ان يتأقلم بعد عودته على ملعب استاد البحرين الوطني وثانياً ان ينسجم مع زملائه وثالثاً مع جماهير الكرة ورابعاً وخامساً وحتى عاشراً مع نفسه وكل هذه الأمور تحتاج إلى الحنكة الإدارية والثقافة العالية التي تختصر الوقت وتبث الحماسة في القلوب وتنتزع آثار الفشل!. هذه العناصر مجتمعة نحن نتفقدها اليوم ولا يمكن توفيرها في غضون الايام القليلة القادمة.. ما دمنا ندافع ونبرز ونعطي ظهورنا للغير.. ونصدق بعض الاقلام التي تدس السم في العسل. قبل ملاقاة المنتخب الايراني سيخوض منتخب البحرين مباراة ودية - كما قالوا - امام منتخب اوروبي مغمور بكامل نجومه نهاية الشهر الجاري، وهذه المباراة إذا درسناها فنياً فلن تفيد.. لان المدرب سوف يدفع بتشكيلة غير ثابتة والمباراة تتيح للمدرب ان يجرب اكثر من واحد.. وهذه نقطة حساسة وبالتالي سيظل المدرب قلقاً لانها لا تكفي للوصول إلى التشكيل النهائي لمباراة دولية امام منتخب آسيوي بارز كالمنتخب الايراني. ماذا عسانا ان نقول لو تعرض البعض للاصابة في المباراة الدولية الودية التي تسبق لقاء ايران بأيام معدودة؟. هذه آثار الاحتراف العشوائي المقلب الذي شربناه بعد ان طارت طيور قطر بأرزاقها!!.