أعاد المدافع البحريني محمد حسين اكتشاف نفسه من جديد بعد أن توقع الكثير قرب نهاية علاقته بكرة القدم إذ قدم في الآونة الأخيرة مستويات كبيرة جعلته واحداً من أهم الأوراق التي سيعتمد عليها المدرب العراقي عدنان حمد في "خليجي22"، وبالرغم من تقدمه في العمر إلا أن القدرات الكبيرة التي يتمتع بها حسين جعلته يتواجد في الرياض للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس الخليج، وسيشكل محمد حسين دعامة قوية لكتيبة العراقي عدنان حمد الذي وضح اعتماده على اللاعبين الشبان في النسخة الحالية مع تطعيهم بعدد من لاعبي الخبرة أمثال محمد حسين وغيره من اللاعبين المخضرمين، ولعل المستويات الكبيرة التي ظهر بها الأحمر البحريني في "خليجي 21" زادت من طموحات جماهيره في تحقيق نتائج أفضل في النسخة الحالية، لاسيما أن البحرينيين لم يتمكنوا من الفوز باللقب في أي نسخة من النسخ ال 21 الماضية، لذلك فإن المهمة على عاتق قائد منتخبهم المدافع محمد حسين لن تكون سهلة خصوصاً أنه أكثر اللاعبين خبرة لاسيما وأنه من المعمرين في الملاعب الخليجية كونه سبق له اللعب في قطر والكويت والسعودية. محمد حسين أبصر النور في العاصمة البحرينيةالمنامة يوم 31 يوليو 1980م، ويبلغ من العمر 34 عاماً، برز بقوة مع منتخب بلاده في خط الدفاع ولقب بالصخرة، يمتلك مواصفات فنية جعلته واحداً من أفضل المدافعين الخليجيين، كطوله الجيد وصلابته وإجادته لعب الكرات الرأسية بالإضافة لتنفيذه الجيد للكرات الثابتة، كما يمتلك محمد حسين قدرة جيدة لنقل الكرة من الدفاع للهجوم خلف مدافعي المنافس، ولعل أكثر ما يتمتع به المدافع البحريني حماسه الكبير ولعبه بقتالية وإن كان ذلك قد سبب له مشاكل عدة سواء مع الحكام أو لاعبي الخصم إذ دخل معهم في خلافات عدة لعل أبرزها ماحدث في "خليجي 19" مع لاعب عمان بدر الميمني ومدربه بورا إذ لم يتمكن من السيطرة على حماسه الزائد. تنقل بين عشرة أندية خليجية.. وأعاد «العالمي» لمنصات الذهب اللاعب كان قريباً من الاحتراف في أوروبا وبالتحديد في الدوري الإنجليزي مع شيفلد يونايتد وعمره حينها لم يتجاوز ال 21 عاماً، إذ خضع هنالك لتجربة ناجحة وكان قريباً من التوقيع مع الإنجليز بيد أنه اصطدم بعدم منحه رخصة العمل بسبب التصنيف الدولي المتأخر للمنتخب البحريني وهي ذات المشكلة التي واجهت علي الحبسي في بداية احترافه الأوروبي، لم يستسلم البحريني حسين واختار الاحتراف الخارجي لكن في الملاعب الخليجية، إذ يُعد واحد من أكثر اللاعبين الخليجيين تنقلاً بين الأندية وانعكست تلك التجارب إيجابية عليه حتى وصل في المرحلة الحالية لقمة نضجه الكروي. النادي الأصلي لمحمد حسين الأهلي البحريني نجح في استثمار مدافعه بشكل جيد، وكان حسين خير ممول لخزينة النادي الأصفر ففي كل تجربة احترافية له كان الأهلي يستفيد مادياً، الدوري القطري كان هو المحطة الاحترافية الأولى لمحمد حسين إذ ارتدى شعار الاتحاد (الغرافة حالياً) ولعب له لموسم واحد، انتقل بعدها للملاعب السعودية عبر بوابتي النجمة والأهلي، ومن الأندية التي لعب لها حسين في قطر الخريطيات وام صلال، وركض المدافع البحريني في الملاعب الكويتية إذ ارتدى شعارات القادسية وكاظمة والسالمية، كما لعب في البحرين مع الرفاع، وفي الوقت الذي كان يتوقع فيه الجميع بأن مسيرة النجم البحريني انتهت تفاجأوا به يعود للملاعب السعودية وعبر بوابة فريق كبير كالنصر. كُثر راهنوا على فشله في تجربته الجديدة مع النصر بل أن هنالك من انتقد الإدارة على اختيارها، لكن محمد حسين كان له رأي مغاير ومختلف إذ استطاع أن يرد عليهم في المستطيل الأخضر بمستوياته الكبيرة وصلابته في الدفاع، كل ذلك عجّل في دخوله قلوب النصراويين حتى أصبح أحد اللاعبين المفضلين لديهم، وتمكن حسين في الموسم الماضي من قيادة دفاع النصر وكان صمام أمان له، وكانت له بصمة واضحة في عودة "العالمي" لمنصات التتويج ومعانقة الذهب بعد فوزه ببطولتي دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين ومسابقة كأس ولي العهد. ولأنه أحد نجوم الموسم جاءت مطالبات النصراويين بتجديد عقده، وهو مافعلته الإدارة النصراوية فعلاً إذ جددته لعامين إضافيين، وفي هذا الموسم واصل محمد حسين قيادته لدفاع النصر وإن كان هنالك تراجع في أداء خط الدفاع بأكمله إلا أن النصراويين رموا الكرة في ملعب المدرب السابق الأسباني كانيدا وأتهموه بأنه أحد أسباب تراجع مستوى الفريق بأكمله بسبب طريقة لعبه. محمد حسين الذي كانت له بصمات واضحة مع المنتخب البحريني سواء في البطولات الخليجية أو الآسيوية أو تصفيات كأس العالم يدرك جيداً بأن النسخة الحالية من كأس الخليج هي الأخيرة له عطفاً على عمره، ويعلم بأن منتخب بلاده لم يتوج بذهبها إطلاقاً بالرغم من أنه كان قريباً من فعل ذلك في نسخ سابقة، لذلك سيسعى بلا شك في أن يجعل ختام مسيرته مع منتخب بلاده في بطولات الخليج "مسك". البحرينيون متعطشون لإنجاز ذهبي خصوصاً على الصعيد الخليجي نظراً لأهمية البطولة بالنسبة لهم من ناحية ولأن جميع المنتخبات الخليجية باستثناء اليمن (المنضم حديثاً) حققوا لقبها من ناحية ثانية، ويتطلع البحرينيون إلى أن ينجح محمد حسين ورفاقه في إسعادهم وأن يعودوا باللقب الخليجي الذي استعصى عليهم طوال الأعوام الماضية، حسين الذي يحب الظهور بمستويات كبيرة في بطولات الخليج سيسعى إلى تكرار أدائه الكبير في النسخة الماضية وهو الأداء الذي لفت أنظار النصراويين وجعلهم يوقعون معه كما يطمح في أن يصبح أول لاعب بحريني يرفع كأس الخليج منذ انطلاقتها عام 1970م.