عقدت مصر واسرائيل ما يعتبره المراقبون صفقة تم بموجبها أمس الاحد عملية تبادل للسجناء (جاسوس اسرائيلي مقابل 6 طلاب مصريين) في حين تشهد المنطقة نشاطا دبلوماسيا قبل الانتخابات الرئاسية الفلسطينية في التاسع من كانون الثاني يناير لإنجاح وصول محمود عباس (أبو مازن) رئيس منظمة التحرير الى الحكم. واتفق رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس المصري حسني مبارك امس الاحد على المزيد من التعاون لمصلحة الاجيال المقبلة، خلال مكالمة هاتفية بينهما بحسب ما افاد بيان لمكتب شارون.واوضح ان شارون اتصل هاتفيا بالرئيس مبارك ليشكره على اطلاق سراح الاسرائيلي عزام عزام الذي حكمت عليه مصر في 1997 بالاشغال الشاقة 15 عاما بعد ادانته بالتجسس لصالح اسرائيل. واستنادا للبيان فان مبارك قال لشارون لقد فعلت ذلك على الاخص من اجلك.في المقابل، اطلقت اسرائيل ستة طلاب مصريين تسللوا الى فلسطينالمحتلة. واشار البيان الى ان رئيس الوزراء شكر للرئيس المصري الكلام الذي قاله يوم الخميس للصحافة المصرية واكد له اقتناعه بانهما يستطيعان معا التوصل الى نتائج عظيمة لمصلحة الاجيال المقبلة.ورد مبارك وفق البيان بالقول: انا اوافقك تماما. معا يمكننا التوصل الى امور كثيرة واقولها بكل صدق. وكان الرئيس المصري ادلى بتصريحات ودية غير مسبوقة تجاه شارون قد تؤدي بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية الى عقد اجتماع قمة بين المسؤولين. ودعا مبارك الفلسطينيين ضمنيا الى القبول بما يريده منهم شارون لأنه بحسب قوله يعتبر قادرا على صنع السلام. ولم يلتق شارون مبارك ابدا منذ توليه منصبه في اذار مارس 2001 على رأس الحكومة الاسرائيلية. وتم أمس الافراج عن العربي الدرزي الاسرائيلي عزام عزام (44 عاما) الذي حكم عليه في آب اغسطس 1997 في القاهرة بالاشغال الشاقة مدة 15 سنة بعد ادانته بالتجسس لصالح اسرائيل في مقابل الافراج عن ستة طلاب مصريين تسللوا الى فلسطينالمحتلة. وكان عزام يعمل في مصنع نسيج في القاهرة قبل اعتقاله في السادس من تشرين الثاني نوفمبر 1996. ووقعت عملية التبادل أمس الأحد عند الحدود بين مصر وفلسطينالمحتلة في طابا المطلة على البحر الاحمر. لكن تجنبت مصر واسرائيل التحدث عن عملية حقيقية لتبادل السجناء.وأثار الإفراج عن الدرزي الاسرائيلي عزام عزام مظاهر فرح في مسقط راسه بقرية مرار في الجليل، شمال فلسطينالمحتلة. واكدت رئاسة الحكومة الاسرائيلية في بيان ان رئيس الوزراء ارييل شارون امر بالافراج عن ستة طلاب مصريين كبادرة حسن نية ردا على خطوة مماثلة من الرئيس المصري حسني مبارك الذي وافق بطلب من شارون على خفض عقوبة عزام عزام.من جهته اعتبر الناطق باسم الرئاسة المصرية ماجد عبد الفتاح بأنه لم تكن هناك صفقة. وقال ليس هناك صفقة في هذه القضية مؤكدا امام الصحافيين انه لا يوجد رابط بين هذا الموضع وغيره من الموضوعات الاخرى وان الاجراءات القانونية تطبق في كل موضوع على حدة.لكن على الرغم من هذا الحذر سارع شارون الى الاشادة المبادرة الانسانية المصرية مؤكدا انها ستساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين وستكون لها ايضا انعكاسات على النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. واكدت رئاسة الحكومة الاسرائيلية في بيان ان رئيس الوزراء ارييل شارون امر بالافراج عن ستة طلاب مصريين كبادرة حسن نية ردا على خطوة مماثلة من الرئيس المصري حسني مبارك الذي وافق بطلب من شارون على خفض عقوبة عزام عزام. وأضاف البيان ان شارون أمر السلطات المعنية بدراسة امكانية خفض احكام السجن الصادرة في حق فلسطينيين. وفي الثاني من كانون الاول ديسمبر وفي سياق الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ورئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان، الى اسرائيل اعلن مبارك قرب الافراج عن الطلبة المصريين الستة قريبا. وتتراوح اعمار الطلبة المصريين الستة الذين افرج عليهم بين 21 و25 سنة وهم مصطفى ابو ضيف علي ومحمد يسري محمد ومحمد ماهر سيد احمد وعماد سيد احمد التهامي وقد اعتقلوا في 25 اب اغسطس في فلسطينالمحتلة واتهموا بالتخطيط لخطف واغتيال عسكريين اسرائيليين. وكانوا معتقلين في سجن ببئر السبع في جنوبفلسطينالمحتلة. وفي خطوة تأتي في سياق زيارات نظرائه الاميركي كولن باول والروسي سيرغي لافروف والبريطاني جاك سترو والاسباني ميغل انخيل مورتينوس، اثر وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في 11 تشرين الثاني نوفمبر، قال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر قد تكون هناك فرصة تاريخية للمضي قدما في عملية السلام.وجاء تبادل السجناء في حين اعرب شارون عن رغبته في اشراك مصر في خطته للانسحاب من قطاع غزة السنة المقبلة، في تجسيد لتحسن العلاقات بين البلدين.ومما يدل على شهر العسل بين البلدين كما سمته صحيفة يديعوت احرونوت، تصريحات ودية غير مسبوقة ادلى بها الرئيس المصري حسني مبارك في حديثه عن شارون قد تؤدي الى عقد قمة بينهما. وصرح مبارك الخميس للصحافيين: اننى اعتقد ان الفلسطينيين اذا لم يتمكنوا من تحقيق تقدم فى عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي فانه من الصعب حدوث أي تقدم لانه قادر على أن يسير في السلام وقادر على الحل اذا اراد.وقال مسؤول رفيع في رئاسة الحكومة طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس نحن سعداء كثيرا بهذا التصريح لا سيما انه ادلى به في مصر وانه موجه بشكل خاص للراي العام المصري. وتوقع المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية رون بروسور في تصريح للاذاعة العامة الاسرائيلية، بان يؤدي هذا التقارب في مستقبل قريب الى عودة السفير المصري الى تل ابيب.واشارت مصر امس الاحد الى وجود مناخ جديد للتعاون مع اسرائيل على تحقيق السلام، لكنها ربطت مسألة عودة سفيرها لدى اسرائيل باحراز تقدم في عملية السلام. يذكر ان مصر والاردن وقعتا معاهدة سلام مع اسرائيل لكنهما استدعتا سفيريهما في اسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة في نهاية ايلول سبتمبر 2000 احتجاجا على القمع الاسرائيلي. لكن إطلاق الجاسوس عزام اثار استنكار كثير من المواطنين وأحزاب المعارضة في مصر معتبرين أن المسألة مسألة شرف وطني. ويزداد هذا الاستنكار حدة كون اطلاق سراح عزام ياتي بعد مقتل ثلاثة من جنود الشرطة المصريين في 18 تشرين الثاني نوفمبر الماضي برصاص عسكريين اسرائيليين داخل الاراضي المصرية في مدينة رفح، على الحدود مع قطاع غزة. وقال رئيس الحزب الناصري ضياء الدين داود هذه الخطوة تعكس الخزي العربي والمصري وتاتي في سياق التراجع المصري امام اسرائيل واميركا. واضاف لا يوجد مبرر لاطلاق جاسوس مهما كان المقابل معتبرا ان مصر كان بامكانها اللجوء الى سبل اخرى لاطلاق سراح الطلبة الستة.وقال الامين العام لحزب التجمع الوطني الديموقراطي حسين عبد الرازق لا يوجد مبرر لاطلاق عزام لان سلوك اسرائيل يزداد عدوانية ضد الفلسطينيين والعرب وهناك فارق كبير بين قضيتي عزام والطلبة المصريين.واعرب عبد الرازق عن استغرابه لكون الحكومة المصرية لم تستخدم حادث رفح ومقتل الجنود الثلاثة للضغط على اسرائيل.وشكر يسري حسن سالم، والد احد الطلبة الذين افرج عنهم الرئيس المصري حسني مبارك على نجاحه في اطلاق سراح ابنه محمد الا انه اعتبر ان المبادلة غير عادلة لمصر. واضاف ان ابناءنا ابرياء في حين ان عزام جاسوس وقد ثبت ذلك وتمت ادانته وشدد على انه لا مجال للمقارنة بين الحالتين. وقالت صفية سليمان وهي استاذة في علم الاجتماع ان الحكومة تبيع بثمن بخس الشرف الوطني .. الرئيس حسني مبارك قبل اعتذار رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على مقتل الجنود المصريين الثلاثة بمجرد ان اتصل به هاتفيا وبعد بضعة ايام قدم له عزام على طبق من فضة. ويقول نيازي الفرماوي، وهو محاسب باحد فنادق القاهرة: لو كان الجنود الثلاثة الذين قتلوا اسرائيليين لكان شارون طالب بتعويضات ضخمة ولكان كبار المسؤولين المصريين انتقلوا الى اسرائيل للاعتذار. وفي المقابل يعتقد الامين العام لحزب الوفد (الليبرالي) سيد بدوي انها مقايضة مقبولة. ويضيف الدولة مسؤولة عن حماية ابنائها وخصوصا انهم شباب وطني متحمس ومن غير المقبول تركهم للتعذيب والاذلال في سجون الاحتلال. الدروز في قرية مرار يحتفلون باطلاق سراح عزام