مع معاناتها من نقص في رؤوس الأموال وعقوبات امريكية استقبلت كوبا الشيوعية التي تتطلع الى اسيا بحثا عن التجارة والقروض والاصدقاء زعماء الصين وماليزيا وفيتنام هذا الاسبوع. وقدم الرئيس الصيني هو جين تاو دعما سياسيا في الوقت المناسب للزعيم الكوبي فيدل كاسترو وصحب معه وفدا من 200 من رجال الاعمال الباحثين عن فرص الاستثمار الى الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي. ووافقت شركة مينميتالز الصينية المملوكة للحكومة على استثمار 500 مليون دولار في صناعة النيكل في كوبا بتمويل وضمانات استثمار من الحكومة الصينية. وستنتج شركة كنج هاير الصينية لصناعة الاجهزة الكهربائية المنزلية اجهزة التلفزيون والمبردات (الثلاجات) والغسالات واجهزة تكييف الهواء في كوبا. وبعد الرئيس الصيني وصل رئيس الوزراء الماليزي عبدالله احمد بدوي الذي يتطلع الى توسيع التعاون مع صناعة التكنولوجيا الحيوية الكوبية التي لها مشروعات مشتركة لانتاج امصال منخفضة التكلفة في الصين والهند وماليزيا. وتوقف الرئيس الفيتنامي تران دوك لونج الذي تمد بلاده كوبا بحوالي 250 ألف طن من الارز سنويا باسعار رخيصة في هافانا مرتين اثناء الذهاب والعودة من قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادي التي عقدت في شيلي قبل اسبوع. واستقبل كاسترو ( 78 عاما) الذي يتعافى من كسر في الركبة الرئيس الصيني وهو جالس على مقعد متحرك وأشاد بالصين قائلا انها (القاطرة الجديدة للاقتصاد العالمي) التي ستحل محل الولاياتالمتحدة. ومنذ أن هوت كوبا الى ازمة اقتصادية في اوائل التسعينات قدمت الصين قروضا وتسهيلات ائتمانية ميسرة بلغت حوالي 800 مليون دولار معظمها لاستيراد اجهزة التلفزيون ومعدات الاتصالات. وقال باولو سبادوني الخبير في شؤون كوبا بجامعة فلوريدا (بعد سقوط الاتحاد السوفيتي أصبحت الصين الدولة الوحيدة التي تقدم قدرا مهما من القروض والتسهيلات الائتمانية بشروط ميسرة الى حكومة كاسترو). والمساعدة من اسيا تأتي في وقت مناسب لكوبا. فعلاقاتها مع الاتحاد الاوروبي أكبر شركائها التجاريين متجمدة بسبب قضايا حقوق الانسان كما ان جيرانها في امريكا اللاتينية باستثناء فنزويلا يركزون بشكل أكبر على اسواق اخرى. والاستثمارات الغربية في الاقتصاد الكوبي المنهك تسير بخطى هزيلة في حين شدد الرئيس الامريكي جورج بوش هذا العام العقوبات المالية المفروضة على حكومة كاسترو. ورغم ان اسيا ما زالت تشكل أقل من 10 في المئة من تجارة كوبا الا أن فرص الاعمال مع الدول الاسيوية تتنامى ولا تقف السياسة حجر عثرة في الطريق. وقال خوسيه جيرا منتشيرو نائب وزير الخارجية الكوبي لشؤون اسيا (لا توجد تناقضات من اي نوع بيننا وبين هذه الدول كما ان هناك علاقة تكاملية بين اقتصاداتنا). وتبدي شركات النفط الاسيوية اهتماما بمكامن نفطية محتملة لكوبا في خليج المكسيك في حين عثرت شركة ريبسول الاسبانية على كميات غير تجارية من النفط العالى الجودة في يوليو. وقال منتشيرو ان شركتي النفط الصينية سينوبك والماليزية بتروناس تجريان محادثات أولية مع كوبا. والسوق الكوبي صغير لكن من المنتظر ان يستفيد من القوة الاقتصادية الآسيوية. وقال ريتشارد فاينبرج الذي كان عضوا بمجلس الامن القومي الامريكي لشؤون اسيا في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون ان توسيع كوبا لنطاق روابطها الدولية سيساعدها على الالتفاف حول العقوبات الامريكية.