عندما يزور الرئيس الصيني هو جين تاو كوبا بعد يومين فانه سيقابل بمطالب ملحة من أجل استثمارات ودعم سياسي للحليف الشيوعي الذي يواجه تصاعدا في موجة العداء من جانب الخصم الأمريكي،وأشاد الرئيس الكوبي فيدل كاسترو الثلاثاء بالصين قائلا انها : محرك الاقتصاد العالمي الجديد الذي سيتفوق على الولاياتالمتحدة وتابع أن كوبا تتطلع الى الفوز بمساندة الصينيين لمساعدتها في مضاعفة إنتاجها من النيكل. وقال خوسيه جويرا مينشيرو نائب وزير خارجية كوبا للشؤون الاسيوية في مقابلة:ستكون هناك مشاركة صينية كبيرة في صناعة النيكل الكوبية، وأشار الى أن 200 من رجال الاعمال الصينيين سيصلون الى هافانا غدا الاثنين،وقال المسؤول الكوبي:من الواضح أن الصين بديل مهم لبلد يخضع للحصار الاقتصادي من جانب الولاياتالمتحدة، في الوقت الذي لا تتدفق فيه الاستثمارات بسلاسة من الدول الاخرى،وقال مينشيرو ان هافانا تنتظر زيارة الرئيس الصيني من أجل الحصول على المزيد من ائتمانات القروض والمشروعات الجديدة في مجال التكنولوجيا الحيوية بالاضافة الى جهود من أجل زيادة السياحة الصينية. وقال دبلوماسيون ومحللون ان الصين ستقدم دعما دبلوماسيا أشد ما تحتاج اليه الآن الدولة الشيوعية الوحيدة في النصف الغربي من الكرة الارضية حيث تواجه أربعة أعوام اخرى من العقوبات والضغوط عقب انتخاب الرئيس الامريكي جورج بوش لولاية جديدة. وقال المحللون انه بالنسبة لكوبا فان وضع الصين كقوة عظمى دولية لها مقعد دائم في مجلس الامن قد يصب في مصلحتها،وقال دبلوماسي اسيوي انها فرصة مواتية للغاية. للزيارة أهمية كبيرة ... لاعادة انتخاب بوش. الكوبيون سيكونون شاكرين بالنظر الى توتر الموقف مع الولاياتالمتحدة. وتحولت كوبا الى الصين منذ عقد بعدما أوقع انهيار الاتحاد السوفيتي الجزيرة الكاريبية البالغ سكانها 11 مليون نسمة في أزمة حادة لم تتعاف منها تماما بعد،ورغم أن الصين ردت بدعم مهم وأشاد كاسترو بنظام الحزب الواحد في الصين والنمو السريع فيها الا أن رفض الزعيم الكوبي للرأسمالية أدى به الى رفض اشتراكية السوق الصينية كنموذج لكوبا. ومع ذلك يقول خبير ان تعميق العلاقات مع الصين هو أفضل خيارات السياسة الخارجية للقيادة الكوبية. وقال بريان لاتيل المحلل السابق في المخابرات الأمريكية الذي يعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن العلاقات مع أوروبا مجمدة وروسيا ليس لديها الكثير لكي تقدمه وحكومات امريكا اللاتينية عدا فنزويلا لديها أولويات اخرى، وتقوم وفود عسكرية صينية رفيعة المستوى بزيارة كوبا مرارا والقادة العسكريون الكوبيون أعربوا عن اهتمامهم بالمساعدات الصينية من أجل تحسين قدرات الجيش الكوبي،الا أن دبلوماسيين غربيين قالوا انهم لا يرون تعاونا ذا بال فيما يتعلق بالنواحي العسكرية أو في مجال المخابرات. ونفى مينشيرو أن كوبا اشترت أسلحة من الصين،وقال أن التقارير التي تتحدث عن اقامة بكين محطات تنصت الكترونية في كوبا للتجسس على الولاياتالمتحدة محض نفاية،واقامت كوبا علاقات مع الصين في 1960 الا أن هافانا ارتمت في أحضان الاتحاد السوفيتي وبقيت العلاقات مع بكين بعيدة وغير موثوق فيها حتى نهاية الحرب الباردة،وعززت كوبا أواصر الصداقة مع بكين في اثناء زيارة قام بها الزعيم الصيني السابق جيانج تسه مين في 1993،وقال خايمي سوشليكي رئيس مشروع تحول كوبا في جامعة ميامي ان تسه مين لم يتحمل تبعات سوء ادارة الاقتصاد الكوبي كما فعل من قبل الزعماء السوفيت ولم يطالب بإصلاحات. وقدمت الصينلكوبا أرزا لاطعام الناس هناك بالإضافة إلى 7ر1 مليون دراجة للمعوزين خلال اسوأ أزمات التسعينات فيما فتحت أسواقها للسكر والنيكل الكوبيين،وأصبحت الصين أيضا مصدرا مهما للائتمان من أجل البلد الفقير وتجازوت القروض الميسرة وخطوط الائتمان 700 مليون دولار خاصة لشراء معدات الاتصالات بما في ذلك مليون جهاز تلفزيون باندا،وتجري شركة البترول الصينية سينوبك محادثات مع هافانا لبحث امكانية التنقيب في مياه خليج المكسيك،وبالاضافة الى ذلك قال مسؤولون كوبيون ان عشرة الاف سائح صيني زاروا كوبا منذ اعتبرت بكينكوبا مزارا سياحيا في يوليو 2003 رغم النقص في الرحلات الجوية المباشرة،وأضاف تلفزيون الكيبل الكوبي المتاح فقط للأجانب في هافانا ثلاث قنوات صينية جديدة منذ بضعة أيام.