استقبل الرئيس الصيني هو جينتاو الخميس في بكين نظيره الكوبي راوول كاسترو الذي حصل على مساعدة اقتصادية من الصين التي اصبحت مصدرا كبيرا للقروض والاستثمارات بالنسبة لكوبا وثاني شركائها التجاريين. واعلن كاسترو لمضيفه التي استقبله بالتشريفات العسكرية في قصر الشعب الكبير بساحة تيانانمان "انا سعيد جدا لان خلال السنوات الاخيرة ازدادت العلاقات بين الصين وكوبا عمقا وتطورا". وخلال هذه الزيارة الاولى التي يقوم بها الى الصين بصفته رئيس دولة ذكر كاسترو مضيفه بانه "زار الصين ثلاث مرات، اي كعدد الزيارت التي قام بها (هو جينتاو) الى كوبا". من جانبه اعرب هو جينتاو عن الامل في ان تتيح زيارة كاسترو التي تستغرق اربعة ايام "الدفع بفعالية بالمبادلات الثنائية والتعاون" بين البلدين الشيوعيين. وبعد لقاء القمة وقع الرئيسان ثمانية اتفاقيات لكن لم تتسرب معلومات حول فحواها. وتنص احدى الاتفاقيات على "مساعدة من الحكومة الصينية الى الحكومة الكوبية في مجال التعاون الاقتصادي والتكنولوجي". من جانبه وافق مصرف التنمية الصيني (تشاينا ديفلوبمنت بنك) على منح هافانا "قروضا بدون فوائد" لتحديث منشآتها الطبية دون تحديد قيمة تلك القروض. وتخص اتفاقات اخرى التعاون بين اجهزة جمارك البلدين والاتصالات. واعتبر شو سيشينغ المحلل المتخصص في اميركا اللاتينية في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ان هذه الزيارة ستمكن كوبا والصين من "تعزيز علاقاتهما في مجالات مثل بناء الطرق والسكك الحديدية وتطوير النقل البحري والتنقيب على النفط والزراعة". ووصل راوول كاسترو الاربعاء الى بكين لكنه لم يجر محادثات مع القادة الصينيين حتى الخميس. وقد وقع البلدان السنة الماضية عشرة اتفاقيات تهدف الى دعم الاصلاحات الاقتصادية في كوبا خلال زيارة نائب الرئيس شي جينبينغ الى هافانا. وكانت تلك الاتفاقات تنص على منح كوبا خط قروض ومساعدة مالية لتحديث نظامها الصحي، على ما افادت وسائل الاعلام الرسمية دون تحديد قيمة ذلك الدعم. وقد كانت كوبا اول بلد في القارة الاميركية يقيم علاقات دبلوماسية مع الصين سنة 1960 بعد ان تولى قادة الثورة الكوبية الحكم في هافانا. وتعززت العلاقات بين البلدين بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991 التي تسبب في سلسلة من الصعوبات الاقتصادية في الجزيرة التي ما زالت تحاول النهوض. وتنوي هافانا اعتماد عناصر من الراسمالية واقتصاد السوق وهي عملية انجزتها الصين بنجاح خلال العقود الثلاثة الاخيرة. وقال الباحث في اكاديمية العلوم الاجتماعية يانغ جيانمين لفرانس برس ان "بامكان كوبا ان تتعلم كثيرا من دول اشتراكية اخرى حققت نجاحات على الصعيد الاقتصادي مثل الصين". واضاف "بامكانهم اقتباس بعض التجارب الصينية في مجال الاصلاحات الاقتصادية واستقرار السوق والصادرات والاستثمارات وشروط انشاء المؤسسات". وكانت الصين في 2010 ثاني شريك تجاري لكوبا بعد فنزويلا حيث بلغت المبادلات بينهما 1,8 مليار دولار (1,4 مليار يورو) وتستثمر الصين في الجزيرة في مجالات النقل والنفط والادوات الكهربائية المنزلية والاتصالات فضلا عن انها مصدر قروض هام. ويلتقي راوول كاسترو الجمعة الرئيس الصيني المقبل المحتمل شي جينبينغ ورئيس وزرائه المتوقع لي كيكيانغ اثر العملية الانتقالية السياسية التي ستبدا الخريف المقبل وتنتهي في اذار/مارس 2013 في الصين. ويتوجه السبت الى فيتنام التي تعتبر من اكبر مزودي كوبا بالارز.